استدلال الشيخ مصطفى صبري على وجود الله
في السياق الحداثي
لم يقبل علماء الدين الإسلامي على مر التاريخ أن يتركَ المسلم نفسه للشك، بل أقاموا أدلة عقلية يقينية على صحة العقائد الدينية؛ فيمكن للمسلم الذي تراوده شبه عقائدية أن يتأمل تلك الأدلة وينظر فيها؛ حتى تزول عنه الشبهات . وأوجبوا على من تَرِد عليه أسئلة في العقيدة أو شكوك في مسائلها أن يسارع في دفعها، والرجوع إلى مَن يجيب عن تلك الأسئلة من العلماء الصالحين. وقد ساعد على ذلك الثقافية العلمية والفكرية التي كانت تشجع على التساؤل وتنمي ثقافته بين المشتغلين بالعلم. لكن هذا التراث اختفى مع ضعف المنظومة العلمية الدينية، حتى غاب وجوده عن الأذهان، وصار المسلمون
لا يعرفون شيئاً عن تراثهم الفكري، واستبدلوه بمفاهيم فكرية غربية
لا تؤمن بإمكان الوصول لحقيقة مطلقة، مع أن هذه المفاهيم البديلة ليست أقوى فلسفيًا من المفاهيم الإسلامية كما يُبيُّن هذا البحث.