الشغف عند الشباب المصري

منتدى طابة للشباب يناقش”الشغف عند الشباب المصري”

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات الحلقة رقم 23 من منتدى طابة للشباب تحت عنوان “الشغف عند الشباب المصري”، بإدارة د. يوسف الورداني مساعد وزير الشباب الأسبق وحضور د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والشيخ محمد يحى الكتاني رئيس مجلس أمناء مؤسسة رباط العلم وعدد من الشباب من مختلف التخصصات.

وتنطلق فكرة المنتدى من مركزية فكرة الشغف عند الشباب، وعلاقتها بالصحة النفسية وتوافر الحافز عند الشباب للعيش بصورة كريمة وسعيدة وأداء مهامهم في الحياة بصورة تحقق أحلامهم وطموحاتهم.

 

سعى المنتدى بصورة محددة الي استطلاع رأى المشاركين في الوزن النسبي لهذه الفكرة بين اوساط الشباب مقارنة بالأفكار والمعتقدات الأخرى السائدة لديهم، والتي تشكل جوهر آرائهم وسلوكهم، وأبرز الإيجابيات والتحديات التي ترتبط بها، ودور مواقع التواصل الاجتماعي في دعمها او الانتقاص منها. وما هي مصادر الشغف عند كل منهم وما إذا كانت تختلف باختلاف المحافظات أو الدول.

وابتدأ المنتدى بتحرير الشيخ محمد يحيى لمصطلح الشغف من الناحية اللغوية بأنه” التعلق والارتباط” وأن ” الشغف في اللغة يوازيه الوله بالشيء، وهو الباعث المحرك لكل شيء” وأضاف الشباب تصوراتهم عن مفهوم الشغف بأنه دافع نفسي موجه إلى ما تحبه النفس. وقدمت عدد من المرادفات التي من شأنها التعريف بماهية الشغف فقيل بأنه الطموح، النجاح، إحساس، يقين ناتج عن الثقة في كفاءة فعل الشيء.

وحول إذا ما كان دافع أصيل أو ناتج عن التجربة عبر الشباب عن أنه وإن كان دافعًا أصيلاً إلا إنه يتم اكتشافه من خلال التجربة، وقد يعيش الإنسان دون أن يدرك هدفه، وبالتالي فمن الممكن أن يستمد الإنسان هدفه بإلهام من شخص آخر. بينما رأى بعض الشباب بأن الشغف لا بد وأن يكون ذاتيًا مرتبطًا بالفرد ولا يستمد من آخر؛ لأن كل إنسان له هدف مباين لأهداف الآخرين.

ورأى الشباب بأن مصادر الشغف تتباين من الحماس والولع بشيء إلى تحديده في هدف أو من يرى بأن الشغف يبدأ مع توليد فكرة جديدة يؤمن بها الشخص. وتتطور مصادر الشغف بتطور الهوية الذاتية، فمن خلال مراحل العمر يكتشف الفرد شغفه، وبهذا المعنى يكون الشغف مرآة للإنسان وليس تكيفًا.

وكان أكثر الأطروحات الشبابية تتعلق بعلاقة الشغف بالمال، فبينما فرق بعض الشباب بين الشغف والهوية بحيث ربط الهوية بما لا علاقة له بالمال حيث يمكنني أن أحب مشاهدة كرة القدم ولا يعتبر ذلك شغفًا، واعتبر الشغف هو ما يولد المال من مصدر تميل إليه النفس وتحبه. وهو ما رأى عكسه على اعتبار أن الشغف هو ما يحبه الإنسان وأن حبه هو ما يدفعه إلى المواءمة بين الشغف والمال وبأن إتقان وأداء حق شغفه يجعله يستطيع أن يكتسب منه.

وفيما يتعلق بتأثير الخوارزميات على المعتقدات والشغف عبر صانع المحتوى شهاب الدين علي ” في السابق كنا نختار ما نحبه، أما الآن فالخوارزميات تفرض علينا متابعة بعض المحتويات بترشيحها لنا” وأضاف” الوعي والالتفاف حول قيادة وطنية واحدة هي الحل للتغلب على أزمات السوشيال ميديا”.

واختتم المنتدى باقتراح الشباب لفكرة يمكن تطبيقها فورًا للتغلب على التحديات التي تعيق الشغف لدى الشباب، فمنهم من رأى بتوفير حد أدنى من الظروف الاقتصادية، ومنهم من اهتم بالتوعية بماهية الشغف لتوجيه الناس إليه، ورأى بعض الحضور بأن الاهتمام بالصحة النفسية حل ناجع لمواجهة تحديات الشغف ونشر الإيجابية، وبناء القدوة والعمل على تعزيز وتوجيه النظام التعليمي لتنمية شغف الأفراد.