عقدت مؤسسة طابة مساء يوم الخميس 25 ديسمبر 2024، الحلقة رقم 36 من صالونها الثقافي في مقر المؤسسة بالقاهرة، تحت عنوان “جيل Z والسوشيال ميديا في أوقات الصراعات والحروب”.
أدار الصالون الدكتورة أمل مختار، الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وبمشاركة مجموعة من الخبراء المتميزين، من بينهم الدكتور أيمن عبد الوهاب، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتورة هبة عاطف، أستاذة الإعلام، والشيخ حسن البخاري، والشيخ محمد عرفة. كما حضر اللقاء عدد كبير من الشباب من جيل Z، مما أضفى حيوية وثراءً للنقاشات.
تناولت الحلقة النقاشية الدور المحوري الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل وعي الأجيال الشابة خلال أوقات الصراعات والحروب. وأكدت المناقشات أن جيل Z، الذي يُطلق عليه “الجيل الرقمي”، يتميز بقدرته على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والاندماج في قضايا عالمية، بعيدًا عن القيود الجغرافية والهويات التقليدية.
استعرضت الدكتورة أمل مختار في كلمتها نتائج ورقتها البحثية حول التفاعلات الرقمية لجيل Z في المنطقة الأورومتوسطية، مشيرة إلى التحديات والفرص التي تنشأ من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت أن هذا الجيل، الذي ينتمي إليه الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عامًا، بات يعبر عن آرائه بحرية وينخرط في النقاشات حول القضايا الكبرى، مثل الصراعات الدولية وحقوق الإنسان.
وأضافت أن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها قد تكون أداة لنشر خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، إلا أنها تحمل إمكانات كبيرة لتعزيز التفاهم المتبادل والتعايش السلمي بين الشعوب.
شهدت الحلقة تفاعلات غنية من الحضور، حيث ناقش الخبراء والشباب تجاربهم الشخصية مع وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على طريقة فهمهم للصراعات العالمية. وأشار الدكتور أيمن عبد الوهاب إلى أهمية بناء والمساهمة في تبني سياسات إعلامية جديدة تعزز من نشر الوعي وتعزيز الحوار الثقافي.
من جهتها، قدمت الدكتورة هبة عاطف تحليلًا معمقًا حول كيفية تعامل جيل Z مع السوشيال ميديا باعتبارها مصدرًا رئيسيًا للمعلومات، مشيرة إلى الدور الإيجابي الذي يساهم به الشباب حينما يتم الاعتماد عليهم؛ مؤكدة على الدور الإبداعي الذي يلعبه التفكير النقدي لدى الشباب.
وطرح الشيخ حسن البخاري مجموعة من التساؤلات التي تتعلق بالتحديات المعاصرة التي يشهدها هذا الجيل من خلال التطورات التكنولوجية. وأكد الشيخ محمد عرفة بدوره على أهمية بناء الجسور بين الأجيال وتبني رؤى الحوار للاستفادة من خبرة الأجيال الأكبر وباعث الشباب نحو التمكين.
وكان للشباب المشاركين من جيل Z حضور قوي في النقاشات، حيث استعرضوا تجاربهم مع المنصات الرقمية وأثرها على تشكيل آرائهم. وأكدوا على أهمية استخدام السوشيال ميديا للتعبير عن قضاياهم والدفاع عن حقوق الشعوب، مع الدعوة إلى تعزيز الوعي بالقضايا الإنسانية الكبرى.
اختُتم الصالون بجلسة مفتوحة تلخصت في عدد من التوصيات، من بينها:
تطوير دور ووسائل الإعلام الرسمية في تقديم محتوى موثوق ومناسب لجيل Z.
إطلاق مبادرات لتوعية الشباب بمخاطر خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
تطوير وسائل تدريس التاريخ ونشر الوعي بأهميته.