ندوة فكرية في السفارة اليمنية بالقاهرة تبحث دور القيم الدينية في بناء الأوطان

من أرض الحكمة إلى آفاق النهضة
ندوة فكرية في السفارة اليمنية بالقاهرة تبحث دور القيم الدينية في بناء الأوطان
في مشهد ثقافي وإنساني مميز، نظّمت السفارة اليمنية بالقاهرة مساء الخميس 29 مايو 2025، ندوة فكرية بعنوان: “من أرض الحكمة إلى آفاق النهضة: دور القيم الدينية في بناء الأوطان”، استقبل فيها دولة السفير خالد بحاح، السفير اليمني بالقاهرة فضيلة الحبيب علي الجفري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة طابة وبحضور نخبة من الأكاديميين والإعلاميين والدبلوماسيين، وبحضور نوعي من أبناء الجالية اليمنية، وأدار اللقاء الإعلامي محمد بافضل.
وفي ختام الندوة، تم توقيع بروتوكول تعاون رسمي بين مؤسسة طابة والسفارة اليمنية بالقاهرة، بهدف تطوير مبادرات معرفية وتربوية مشتركة تخدم وتعزز خطاب التعايش والحكمة في الفضاء العام.
افتتاح اللقاء: دور الدبلوماسية الثقافية
افتتح السفير خالد بحاح اللقاء بكلمة أكد فيها أن المنطقة تمر بمرحلة حساسة تشهد استغلال الدين لأغراض سياسية، داعيًا إلى تحالفات معرفية جديدة تُفعّل الدبلوماسية العامة وتسهم في بناء الإنسان وتحصينه من التيه والانقسام.
وأوضح بحاح أن الحرب الفكرية اليوم أشد خطورة من النزاعات التقليدية، مطالبًا بتفعيل الشراكات بين المؤسسات الفكرية والجهات الرسمية لتقديم خطاب عقلاني ومتوازن يستند إلى قيم الحكمة والانفتاح.
وفي مستهل كلمته، عبر الحبيب علي الجفري على أهمية هذا اللقاء باعتباره تلاقحا للأفكار نظرا للتشظي والسرعة والإغراق في المعلومات، فلم يعد التحدي في جمع المعلومات بل في تحليلها لوفرتها، وأكد الجفري أن عصر التسارع يتطلب تجاوز التحليل إلى التفعيل. وأضاف: “تحدياتنا تجاوزت جمع وتحليل المعلومات، فنحن الآن أمام امتحان القدرة على تحويل القيم إلى سلوك ومبادرات حقيقية”.
ونبه الجفري إلى أنه من الرغم من الفرص العظيمة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي إلا أننا بحاجة إلى حسن إعداد الجيل الناشئ للاستفادة منه مع تجنب الخضوع لمرجعيات آلية لا إنسانية ما لم يتم توجيه التربية والوعي من الآن. وأكمل “نحن نعلم أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى تغذية من جانبنا لكن المشكلة أن الأجيال التي ستتربى على الذكاء الاصطناعي سينظر إلى الذكاء الاصطناعي نظرة المرجعية الكلية”.
الحكمة اليمانية: من الميراث إلى المشروع
استند الجفري إلى الحديث النبوي الشريف: “الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يماني”، مؤكداً أن الحكمة تتوسط بين الإيمان والفهم، ووضح أن الإيمان هو أمر قلبي ينتج عنه قناعات وسلوك وكل ما قوي تحول لسلوك. والفقه هو الفهم وهو الناتج على جانبين جانب ما ورائي وهي القناعات الميتافزيقية وأثرها على الإنسان أو رفضها. والفهم يعتمد على عنصر ثاني وهو حسن قراءة الواقع وربطه بالتاريخ والتطلع إلى المستقبل. وأكد الحبيب أن الأصل في الحكمة أنها تستلزم الانضباط، وحسن التأمل، والتوازن بين الإقدام والإحجام.
وأوضح أن العودة إلى القيم اليمانية الأصيلة ليست دعوة عاطفية، بل مدخل حضاري لبناء مشروع نهضوي حقيقي، مشيرًا إلى أن الحكمة قيمة عملية “لا تنهض إلا بالتروي والنظر والوعي العميق”.
خطاب شجاع في مواجهة التطرف: “ليست أزمة دينية بل نفسية”
في تحليل جذري، أكد الجفري أن ظاهرة التطرف ليست بالأساس دينية، بل نفسية، تسعى لتبرير نفسها بأطر فكرية. وأوضح أن التطرف موجود في جميع الأديان والإيديولوجيات، وأن استغلاله سياسيًا واجتماعيًا أدى إلى تفكيك المجتمعات.
كما دعا إلى الشجاعة في الخطاب الشرعي، مطالبًا علماء الدين السنة والشيعة على السواء، بأن يرفضوا صراحةً تكفير الآخر من متطرفي طائفتهم، لا أن يكتفوا بانتقاد المتطرفين من خصومهم.
الشباب: الانتقال من التنظير عليهم إلى الحوار معهم
توقف الحبيب طويلاً عند محور الشباب، محذرًا من الاكتفاء بالكلام عنهم دون الاستماع إليهم. وقال: “أضعت 15 سنة من عمري أتكلم عن الشباب، ثم أدركت أنني لم أتكلم معهم… بل حتى الآباء لا يعرفون أبناءهم”.
ودعا إلى تبني خطاب حواري إنساني مع الشباب، والانتباه إلى أن الفوارق بين الأجيال ستصبح أسرع وأعمق من ذي قبل. وأكمل الحبيب موضحا أن آفاق النهضة تكون بالتركيز على جيل الشباب، وأن نكف عن الكلام عنهم وننتقل إلى الكلام معهم.
مناهضة الطائفية: رفض شرعنة الصراع
في ردّه على مداخلات الحضور حول الانقسامات المذهبية، شدد الجفري على أن الاختلافات العقائدية ليست سبب النزاعات بل أداة يتم توظيفها في صراعات سياسية قذرة، موضحًا: “نحن لا نعاني من خلافات دينية بقدر ما نعاني من توظيفها كوسيلة لإدارة الصراع… وهذه مسؤولية الدولة، ولكن أيضًا مسؤولية الخطاب الديني”.
كما أعاد التأكيد على أن العدالة، والرحمة، والإنسانية، وحسن الظن، هي القيم الكفيلة بإعادة البناء النفسي والاجتماعي للأوطان.
أصوات من القاعة: الشباب، والمرأة، والمثقفون
شهدت الندوة مداخلات حيوية، تنوعت بين تساؤلات عن دور الدين في الحروب، ومطالب بتحصين الشباب من الإلحاد، وتحذيرات من الفساد الأخلاقي، وأخرى عن مأساة عدن ودور المرأة، ونداء لإنتاج مشروع انتقالي ينقذ اليمن من الانهيار. وأجاب الحبيب موجها كلامه إلى جيل الشباب “إذا نحن عجزنا عن ان نعمل على تغيير تجنون ثماره، اعملوا أنتم على تغيير أولادكم يجنوا ثماره”. وأكمل “صدقوني هذا الكلام ليس محبطا. بل هو الحقيقة.
توصيات ختامية: بناء النواة من داخل الجالية
اختتم الحبيب علي الجفري الندوة بتوصية واضحة قائلا: “لن نصنع دولة من فوق… الدولة تبدأ من الإنسان. فلنبدأ ببناء نواة من داخل الجالية اليمنية في مصر. نموذج يحتضن التنوع، يحترم الخلاف، ويؤمن بالحب والرحمة كأدوات لبناء الوطن”.
كما دعا إلى إطلاق سلسلة لقاءات حوارية، وتأسيس مشاريع معرفية وإعلامية يقودها الشباب، تساهم في تعزيز القيم ونشر الوعي بعيدًا عن الحزبية والانقسام.
وفي الختام،
جاء هذا اللقاء ليؤكد أن الحكمة اليمانية ليست مجرد إرث ثقافي، بل دعوة لمشروع بناء الإنسان في زمن الانهيار، وأن ما نحتاجه اليوم ليس رجال دين يتحدثون من أبراج عاجية، بل من يذهبون إلى الناس، يسمعونهم، ويحملون عنهم مشقة الطريق نحو وطن يستحق الحياة.

محاضرة فضائل وأسرار العشر من ذي الحجة

عقدت مبادرة تزكية وعمارة، إحدى مبادرات مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، فعالية بعنوان: (فضائل وأسرار العشر من ذي الحجة)، قدمها الشيخ/محمد عرفة، وذلك يوم الأربعاء الأول من ذي الحجة ١٤٤٦هـ، الموافق ٢٨ مايو ٢٠٢٥م، بمقر مؤسسة طابة القاهرة _المقطم..

 

وتناولت الفعالية الحديث عن عددٍ من العناصر المهمة، حيث استعرض خلالها بعض العناصر المهمة، ابتداءً بالحديث عن المواسم الدينية وما أعده الله لعباده في هذه الأيام المباركة، ثم تبعها بتناول فضائل وأسرار أيام العشر، ومنزلتها في الإسلام.

 

ثم تطرق المحاضر إلى الآيات والأحاديث المتعلقة بفضل هذه الأيام، موضحًا معانيها، ومذكرًا بأهم الأعمال التي على المسلمين القيام بها خلال هذه الفترة، ومنها: التوبة والرجوع إلى الله، ومخاطبة الله عبر تلاوة وتدبر القرآن الكريم، وكثرة الذكر والتهليل، وصلة الرحم، والصدقة، والأضحية وبيان حكمها وثوابها، مع تسليط الضوء على مضاعفة الأجر للأعمال الصالحة في أيام العشر.

 

وفي ختام اللقاء، أشار المحاضر إلى فضائل يوم عرفة، وما أعده الله للحجاج فيه ولمن تشبه بهم، موضحًا أنه أفضل يوم للاستجابة الدعاء، ومغفرة الذنوب، وأنه اليوم الذي يُعتق الله فيه أكبر عدد من النار، مبينًا أن من اغتنم أيام العشر وخصوصًا يوم عرفة، فهو من الفائزين السعداء.

#فضائل_وأسرار_العشر_من_ذي_الحجة

#تزكية_وعمارة_tazkiyah

جلسة نقاشية بمؤسسة طابة عن الدور التنموي للمسجد

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات ظهر يوم الأربعاء 28 مايو 2025 حلقة نقاشية بعنوان “الدور التنموي للمسجد”، هدف اللقاء إلى تلمس رؤية شاملة وواضحة بناءة لتطوير دور المساجد في الوجود الاجتماعي والثقافي، باعتباره مركزًا للإبداع الوطني والمحلي، حاويًأ كاشفًا ومطورًا للقدرات والطاقات المحلية، وساحةً للمشاركة المجتمعية والثقافية. لا يقتصر دوره على الشعائر التعبدية، بل ممدٍ لها على المستوى التفاعلات الإنسانية، كأساس للتنمية المحلية.

وقد حضر اللقاء عدد من الخبراء التنفيذين والأكاديميين من مختلف التخصصات الإنسانية والشرعية، فحضر من وزارة الأوقاف المصرية الدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشئون الدعوة، والدكتور أسامة فخري رئيس الإدارة المركزية لشؤون القرآن والمساجد والمستشار القانوني للوزارة المستشار محمد المهدي ومن مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حضر الدكتور أيمن عبد الوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والدكتورة أمل مختار الخبيرة بالمركز، كما حضر الشيخ محمد يحيى الكتاني، والأستاذ حسن حافظ والمهندس وليد عرفة والمستشار محمد الأدهم، ومن مؤسسة طابة حضر الشيخ مصطفى ثابت والشيخ عبد الكريم باشراحيل والسيد محمد السقاف والسيد محمد علي الجفري وأدار الحوار أحمد رأفت الباحث بمؤسسة طابة.

ابتدأ الشيح محمد يحيى الكتاني ببيان لدور المسجد في الحضارة الإسلامية والتأكيد على أن المسجد لم يكن دوره يقتصر على الشعائر التعبدية وإنما كانيتم الحاجة إليه في كافة الشؤون فكان تجسيد للآية ))فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ((. فالدور التنموي للمسجد هي فكرة قرآنية وكان المسجد محلا لأحداث كثيرة . ومن وزراة الأوقاف وضح الدكتور أيمن أبو عمر أن الوزارة تعمل في محاور أربعة تبدأ من مكافحة التطرف بشقيه الديني واللاديني بالإضافة إلى بناء الإنسان وبناء الحضارة. كما وضح دور الوزارة في استعمال الأدوات العصرية في الاشتراك الفكري مع المجتمع. وأضاف الدكتور أسامة فخري بأن المقصود بالدور التنموي للمسجد هو إسهام المسجد في تحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعو أكد الدكتور أسامة على دور إمام المسجد في هذا المشروع بوصفه خبيرا قادر على التعامل مع مختلف أفراد المجتمع والتأهيل المعرفي الذي يحتاج إليه. وأكد الشيخ مصطفى ثابت من جانبه على أهمية الجوانب التعليمية والأخلاقية والخيرية للمسجد باعتباره تنمويًا وأن المهمة الأساسية التي يجب أن نحاربها هي الأمية الدينية.

وأكد المستشار محمد المهدي أن القوانين تحتاج إلى تحديث لتواكب الواقع إذ أن بعض القوانين تحتاج لتطوير بنيتها ودورها المجتمعي ومن المنظور التاريخي أكد الاستاذ حسن حافظ أن دور المسجد تراجع حينما ارتفعت عنه بعض مسؤوليته وعلى تأثير الدولة الحديثة على تراجع دور المسجد خاصة فيما يتعلق بدوره التعليمي وأشاد بتجربة الشيخ علي جمعة في الاروقة في مواجهة الافكار المغلوطة. ومن جانب العمارة أكد المهندس وليد عرفة أن للعمارة دور برزخي بين الحس والمعاني وأن بنية المسجدوعمارته قد تنعكس على المجتمع كله بالجمال بحسن عمارته، وأكد أن المسجد طالما كان مؤسس عمرانيا على المرونة وتيسير الأدوار الاجتماعية بداخله.

وعن سيطرة التنظيمات المتطرفة على المساجد بينت الدكتورة أمل مختار على أن فراغ الساحة الفكري وشغف الشباب بالدين هو الذي يؤدي إلى ظاهرة التطرف حينما يغيب الخطاب الإسلامي الأصيل عن المجتمع. وأكد المستشار محمد الأدهم على طبيعة التحديات القانونية التي يمكن أن تعيق تطوير الدور التنموي للمسجد برصد القوانين التي تحتاج إلى تحديث. وأكد الدكتور أيمن عبد الوهاب على دور المساجد في التنشئة الاجتماعية والدور الذي يمكن أن تلعبه.

واختتمت الفعالية بمشاركة أحمد رأفت حول انتقاد ثنائية المركزية واللامركزية بحل وسط وهو الثابت المحرك أو المركز اللامركزي وأكد على أهمية الاستفادة من دور التطوع لدى شباب الجامعات في إنشاء مكاتب فنية تتبع إمام المسجد وتحت إشرافه يتدربون على مجالات عملهم ويعينونه على تقديم الدور التنموي للمسجد في التخصصات الإنسانية المختلفة.

بالتعاون مع جامعة كوليدج لندن مؤسسة طابة تطلق كتابًا بحثيًّا جديدًا حول النظام الاجتماعي الإسلامي

في تعاون بحثي مشترك بين مؤسسة طابة للأبحاث والاستشراف وجامعة كوليدج لندن (UCL)، تم الإعلان عن إصدار كتاب جديد بعنوان: النظام الاجتماعي الإسلامي وأطره: دراسات وتأملات نقدية، يُقدَّم كجهد أكاديمي متعدد التخصصات يسعى إلى ربط المبادئ الإسلامية الأصيلة بالواقع المعاصر، ويطرح حلولًا عملية للتحديات الاجتماعية الحديثة.

هذا الكتاب هو ثمرة سنوات من البحث ضمن مشروع ترتيب العلوم» الذي تتبناه مؤسسة طابة، ويُعنى بإعادة وصل العلاقة بين المعرفة والمعنى، مع التركيز على تجاوز القطيعة بين البعد الدنيوي والميتافيزيقي في النظر إلى الإنسان والمجتمع.

 

نحو نموذج اجتماعي متكامل

يتناول الكتاب مفهوم النظام الاجتماعي الإسلامي لا بوصفه تركة تاريخية، بل كإطار حيوي وفعّال يمكن أن يسهم في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وغائية. يناقش قضايا راهنة مثل تآكل الهياكل الاجتماعية التقليدية، وتفكك الروابط، والشعور المتنامي بالعزلة. ويطرح مفاهيم أصيلة كـ شُعب الإيمان وفرض الكفاية كنماذج فكرية وتطبيقية لإعادة تكوين الأدوار الاجتماعية وتعزيز تكامل الفرد ضمن محيطه.

 

العمل كمساحة للمعنى

يمضي الكتاب إلى تقديم رؤية ترتكز على تصور المجتمع القائم على الحِرَف والمهن، لا بوصفها وسائل اقتصادية فحسب، بل كمساحات تحقق الإشباع الروحي وتسهم في مقصد العمران، بما يعكس التوازن بين البناء المادي والمعنى الوجودي.

 

تعاون أكاديمي عالمي

يعكس هذا الإصدار -بدعم من مشروع القيم العامة الإسلامية في جامعة كوليدج لندن- أهمية التعاون البحثي الدولي في تقديم رؤى نقدية ومعاصرة تنبع من الموروث الإسلامي، وتسهم في النقاشات العالمية حول بناء المجتمعات وإعادة تأطير الأنظمة القيمية.

منتدى طابة للشباب ذاكرة الحياة: الشباب بين الحنين إلى الماضي واستشراف المستقبل

في إطار سعيه لتعزيز الحوار الفكري حول قضايا الشباب والهوية، عقد منتدى طابة للشباب مساء الثلاثاء 29 أبريل 2025 جلسة نقاشية بعنوان “ذاكرة الحياة: الشباب بين الحنين إلى الماضي واستشراف المستقبل”، وذلك في تمام الساعة السادسة مساءً، بحضور عدد من الشباب والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي.

 

ناقشت الجلسة مفهوم الحنين كما يعيشه الشباب اليوم، في ظل عالم متغير يسوده القلق والسيولة المعرفية، حيث تندر السرديات الكبرى التي تجمع الشباب حولها، باستثناء لحظات الأزمات. وانطلقت المناقشات من سؤال محوري حول الكيفية التي يتعامل بها الشباب مع الذاكرة، وهل يشكّل الماضي ملجأً للهروب من الحاضر، أم منطلقًا لرؤية أكثر إشراقًا للمستقبل.

 

وتوزعت محاور الجلسة على خمسة محاور رئيسية، بدأ أولها بمفهوم ماهية الحنين، مستعرضًا ما إذا كان الحنين لدى الشباب شعورًا فرديًا أم جماعيًا، إيجابيًا أم سلبيًا، بينما تناول المحور الثاني الماضي كملجأ، متسائلًا عن اللحظات التي يلجأ فيها الشباب إلى الماضي، خصوصًا في أوقات الأزمات، والأسباب الكامنة وراء ذلك.

 

أما المحور الثالث، فركز على تأثير الحنين على الحاضر والمستقبل، من حيث مدى تأثير هذا الشعور على قرارات الشباب واتجاهاتهم، وهل يقيد رؤيتهم للمستقبل أم يعينهم على بنائه. وفي المحور الرابع، طُرحت أمثلة من الإعلام والثقافة، كالمسلسلات والأغاني والرياضة، حيث تم تحليل كيفية إعادة إنتاج الماضي، وما إذا كانت تساهم في تشكيل صورة مثالية وغير واقعية عن الأزمنة الماضية.

 

واختتم المنتدى بمحور خامس تناول علاقة الحنين بالدافعية للتغيير، وناقش كيف يمكن أن يتحول هذا الشعور إلى حافز نحو الإصلاح الاجتماعي والسياسي، بدلًا من أن يكون عبئًا على الوعي أو قيدًا على الفعل.

 

وشهدت الجلسة مداخلات ثرية، أكدت أن الحنين ليس مجرد استذكار عاطفي، بل هو تعبير عن شعور بالاغتراب، وفقدان الأمان، والرغبة في الانتماء. ولفت بعض المشاركين إلى أن الحنين قد يكون خادعًا أحيانًا، حيث يضفي العقل صورة مثالية على لحظات لم تكن بالضرورة سعيدة أو كاملة، كما أن نمط الحياة في المدن الكبرى قد يُفاقم هذا الإحساس مع تراجع العلاقات المجتمعية.

 

ويأتي انعقاد هذه الجلسة في سياق جهود منتدى طابة لتشجيع الشباب على التأمل في ذواتهم وهوياتهم، وتحفيزهم على تحويل الذاكرة والحنين إلى أدوات فاعلة لإنتاج مستقبل أكثر وعيًا وتوازنًا.

مناقشة فيلم Heretic

عقدت مبادرة سؤال فعالية لعرض ومناقشة الفيلم الأمريكي Heretic  في مقر مؤسسة طابة بالمقطم، وذلك يوم الأربعاء الموافق 26 فبراير 2025 .

ناقش الفيلم الأستاذ محمد مصطفى عبد الظاهر مسؤول سفارة المعرفة بمكتبة الإسكندرية. واستعرض عددا من الأفكار مثل تشابه بعض عقائد الأديان هل يدل على المصدر الواحد للدين أم لا؟ كما استعرض فكرة الهدف من السيطرة هل هي راجعة للأديان أم لا؟

لمشاهدة المناقشة

محاضرة أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين

في إطار جهودنا لنشر الوعي وتعزيز ثقافة الحوار البناء، نظّمت مبادرة سند يوم الأربعاء 19 فبراير محاضرة علمية بعنوان “أدب الاختلاف في مسائل العلم والدين”، قدّمها الشيخ أحمد حسين الأزهري، وذلك بحضور نخبة من الباحثين وطلاب العلم والمهتمين بالشأن الفكري والديني، سواء بالحضور المباشر أو عبر برنامج زووم.

سلّط الشيخ أحمد حسين الأزهري الضوء على أهمية أدب الاختلاف في المسائل العلمية والدينية، موضحًا كيف تعامل العلماء عبر العصور مع التباين الفقهي والفكري وفق منهجية علمية وأخلاقية بعيدة عن التعصب والانغلاق. كما ناقش الفروق الجوهرية بين الاختلاف المشروع الذي يُثري الفكر الإسلامي ويعزز الاجتهاد، والخلاف المذموم الذي يؤدي إلى الفرقة والفتنة.

وقد تناولت المحاضرة عدة محاور رئيسية، أبرزها:

🔹أسس الاختلاف في التراث الإسلامي وكيف تعامل العلماء مع التنوع الفكري بطريقة علمية ومنهجية.

🔹هل كل خلاف مذموم؟ مع توضيح الفروقات بين اختلاف التنوع واختلاف التضاد.

🔹دور الأدب والإنصاف في الخلاف العلمي، وأثره في تعزيز بيئة فكرية صحية.

🔹كيفية التعامل مع المسائل الاجتهادية دون الوقوع في التعصب أو التفريط.

شهدت المحاضرة نقاشًا تفاعليًا مثريًا بين الشيخ الأزهري والمشاركين، حيث تم طرح تساؤلات مهمة حول كيفية تحقيق التعايش الفكري بين المذاهب والتيارات المختلفة، ودور المنهجية العلمية في ضبط الخلافات الفكرية والدينية، بما يعزز وحدة الصف والتسامح الديني في المجتمعات الإسلامية. كما ناقش الحاضرون سبل الاستفادة من التراث الإسلامي في معالجة القضايا الفكرية الراهنة، وكيف يمكن لمبادئ الاختلاف العلمي أن تسهم في تعزيز

الوعي المجتمعي ومواجهة النزاعات الفكرية بأسلوب متزن ومنصف

 

لمشاهدة المحاضرة

منتدى طابة للشباب يناقش تأثيرات الذكاء الاصطناعي على حياة الشباب

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات النسخة الخامسة والعشرين من منتدى طابة للشباب مساء يوم الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠٢٥، والذي تناول موضوع “تأثيرات الذكاء الاصطناعي على حياة الشباب”، بحضور نخبة من الشباب المهتمين بالتكنولوجيا والتطوير الرقمي. أدار اللقاء الدكتور يوسف ورداني، مساعد وزير الشباب والرياضة السابق، حيث دار نقاش موسع حول المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، أهميته، تحدياته، وسبل الاستفادة منه في المجتمع.

 

استهل المنتدى بعرض مقطع فيديو بعنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي باختصار – كيف تنجو وتزدهر في عصر الذكاء الاصطناعي” من تقديم هنريك كنبرغ، والذي يقدم دورة مكثفة مدتها 18 دقيقة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام الرسم والشرح المبسط. يستهدف الفيديو تغطية مواضيع مثل ماهية الذكاء الاصطناعي التوليدي، كيفية عمله، كيفية استخدامه، المخاطر والقيود المحتملة، دور البشر، نصائح حول هندسة الأوامر، تطوير المنتجات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأصل ChatGPT وأنواع النماذج المختلفة. كما يسلط الضوء على الوكلاء المستقلين ويوفر نصائح حول تبني العقلية المناسبة لهذا العصر.

 

وبدأ النقاش بتعريف الذكاء الاصطناعي، موضحًا أنه ليس مجرد تقنية، بل ثورة رقمية تؤثر في مختلف القطاعات، من التعليم والصحة إلى ريادة الأعمال والإعلام. كما ناقش المشاركون الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للشباب، مثل تحسين الإنتاجية، تعزيز الابتكار، وخلق فرص عمل جديدة تتماشى مع التطورات التقنية المتسارعة.

 

وركز النقاش أيضًا على التحديات المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تأثيراته على سوق العمل، مخاوف الخصوصية، والاعتماد المتزايد على الأنظمة الذكية في اتخاذ القرارات. وأكد الحاضرون على ضرورة بناء مهارات الشباب في هذا المجال، سواء من خلال التعلم الذاتي أو الالتحاق ببرامج تدريبية متخصصة، لضمان استغلال هذه التقنية بشكل إيجابي يساهم في تطوير المجتمع.

ناقش المشاركون الفوارق الجوهرية بين الذكاء الطبيعي، الذي يتمتع به الإنسان، والذكاء الاصطناعي، الذي يتمثل في الأنظمة الحاسوبية المبرمجة لمحاكاة القدرات البشرية. وتم التأكيد على أن الذكاء الطبيعي يمتاز بالإبداع، الحدس، والقدرة على التفكير النقدي، بينما يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات ومعالجة المعلومات بسرعة فائقة، لكنه يفتقر إلى الفهم العاطفي والإدراك العميق الذي يميز الإنسان.

 

كما تطرق النقاش إلى كيفية تكامل الذكاء الاصطناعي مع الذكاء الطبيعي، حيث رأى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة داعمة للعقل البشري، تساعده في اتخاذ القرارات وحل المشكلات، بينما حذر آخرون من مخاطر الاعتماد الزائد عليه، مما قد يؤدي إلى تراجع مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الأفراد.

 

أثار الحاضرون تساؤلات حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على تطور الذكاء الطبيعي للإنسان، حيث ناقشوا كيف أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى التفكير المستقل والحد من قدرات التحليل والإبداع. وأشار بعض المشاركين إلى أن تزايد الاعتماد على أدوات مثل المساعدات الرقمية والأنظمة التنبؤية قد يؤثر على قدرة الأفراد على حل المشكلات بأنفسهم، مما يستدعي تعزيز التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وتنمية المهارات الذهنية الطبيعية.

 

كما تمت مناقشة تفاعل الشباب مع الذكاء الاصطناعي، حيث أشار البعض إلى الاستخدام المتزايد له في مجالات مثل التسويق الرقمي، تطوير التطبيقات، وتحليل البيانات، بينما رأى آخرون ضرورة وضع سياسات تنظيمية لحماية المجتمع من التحديات المحتملة لهذه التكنولوجيا.

 

اختتم المنتدى بالتأكيد على أهمية الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي وأثره على المستقبل، مع دعوة الشباب إلى تبني فكر وطرح مبادرات تجاه التكنولوجيا والعمل.

تدريب طابة: الشباب والتحديات المعاصرة

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات النسخة الثالثة من برنامجها التدريبي تحت عنوان: ” الشباب والتحديات المعاصرة”؛ سعياً من المؤسسة في تدريب وتأهيل الكفاءات البحثية في المساحات البينية للعلوم الشرعية والاجتماعية والإنسانية.  وانطلاقا من تلك الرؤية، تلقى المتدربون عددا من المحاضرات في التحديات المعاصرة الكبرى التي تواجه الشباب، فابتدأ التدريب بمحاضرة السيد محمد السقاف، مدير التواصل بمؤسسة طابة، عن ” الهوية ووجدان اللغة” وشرح فيه السيد محمد علاقة اللغة العربية بالهوية، وكيف يحفظ الاصطلاح الذاكرة التاريخية للأمة. وتبعها محاضرة الدكتور أيمن الحجار، العالم بمشيخة الأزهر الشريف للإجابة عن تساؤل ” هل الدين علم؟ وهل نحتاج العلوم الشرعية؟”؟ ووضح فيها الدكتور أيمن الحجار لماذا نحتاج العلوم الشرعية في حياتنا، وما هي خريطة العلوم الشرعية؟. وعلى المستوى الأدوات البحثية شرح الدكتور يوسف الورداني، مساعد وزير الشباب الأسبق، أوراق السياسات، وكيف يمكن للشباب استثمار الأدوات البحثية في تحليل وعلاج المشكلات البحثية. وقدمت الدكتورة أمل مختار، خبيرة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مدخلاً لدراسة ظاهرتي الإرهاب والتطرف. وفي اليوم الأخير من البرنامج قدم الدكتور أيمن عبد الوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية محاضرة عن التفكير النقدي، واختتم التدريب بمحاضرة الشيخ أحمد سيف مدير المبادرات بمؤسسة طابة عن الأزمة الروحية في العصر الحديث.

«من النموذج المعرفي إلى النهضة الفكرية: إطلاق مجلة طابة تحت رعاية مؤسسة طابة»

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات مساء يوم الثلاثاء ٤ فبراير حفل إطلاق مجلة طابة، وقد أدار اللقاء الشيخ مصطفى ثابت مدير مبادرة سؤال بمؤسسة طابة وبحضور فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصري، وفضيلة مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور نظير عياد، ومعالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري، والحبيب علي الجفري رئيس مجلس أمناء مؤسسة طابة والدكتور أيمن عبد الوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والدكتورة أمل مختار الخبيرة مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والشيخ عبد الواحد يحيى، والسيد محمد علي الجفري، والسيد عبد الله الجفري، والدكتور محمد حسن وأحمد رأفت محرر مجلة طابة.

افتتح الصالون محرر مجلة طابة أحمد رأفت، بتعريف المجلة والمساحة المعرفية التي تتحرك فيها بأنها ” تعمل على تعريف التقاليد الإسلامية لدراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية، سعيًا لإعادة إحيائها” وأكمل الباحث بأن “هذا الهدف، وهذه المهمة ليست رفاهية أو كمالية، بل هي ضرورية ومحورية لهذه العلوم نظرًا لما توفره التقاليد الإسلامية من حقائق ويقينيات حول الإنسان، الذي هو محور الدراسة”.

ووضح الباحث “أهمية هذه اليقينيات في كونها الأساس الذي ننطلق منه في طلب المعرفة الاجتماعية؛ فالمعرفة الاجتماعية لا تُستخلص إلا على أساس المعلومات عن ماهيات الأشياء التي تقوم بتحليلها”. وعبر عن أن المشكلة في التقاليد الغربية التي بُنيت عليها العلوم الاجتماعية في صورتها الحالية هي أنها “قد قطعت صلتها بالوحي والمقدس، وسعت لإحلال مفهوم الإله عبر أداء وظائف اجتماعية مختزلة ظنّوا أن لها هذا الدور. وقدمت هذه التقاليد رؤية كونية للحياة والإنسان لا نسلم بها، كما لا يمكننا التوفيق بينها وبين الحقائق التي نؤمن بها”.

وفي سؤال عن النموذج المعرفي أجاب صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة ” أن مفهوم النموذج المعرفي له تاريخ طويل؛ فقد بدأ في اللغة الإنجليزية ومصطلح “Paradigm” كان يُشير أساسًا إلى شبكة التصريف في المعاجم، مثلما نقول: ضربة، يضرب، أضرب، مضروب، ضارب)، إذ تُشكّل هذه الشبكة شجرة من أزمنة وأشكال الفعل. وقد طُبِّق هذا المفهوم في عالم الأفكار مع ظهور الثورات العلمية، إذ رأى توماس كون أن الثورة العلمية تحدث حين يتغير الـ “Paradigm”، فالنموذج الذي كان سائداً عند اليونانيين اختلف عما كان عند نيوتن، ومن ثم عند أينشتاين، مما أحدث ثورة في العلم”.

وأكمل الدكتور علي جمعة بأن “النموذج المعرفي يشكّل العمود الفقري للفكر الأوروبي. واستُخدم هذا النموذج في فهم العلوم؛ حتى أن كلمة “Science” عند الترجمة في القرن التاسع عشر اُقتُصرت على المعنى التجريبي، بينما لدينا مفهوم أشمل لمفهوم العلم يتضمن المعقول والمنقول والمعرفة العرفانية”.

وبدوره أكد مفتي الديار المصرية الدكتور نظير عياد أهمية الحديث عن هذا الموضوع على اعتباره “من الموضوعات المهمة التي تتناول كيفية مواجهة الأحداث والظروف، لا سيما ونحن نحتفل بقدوم مولود جديد نسأل الله له التوفيق والسداد، وهو ما يتعلق بمجلة طابة الإلكترونية”.

ووضح د. نظير عياد “التأثير البالغ للفلسفة في الواقع، إذ إن هذا التأثير نشأ مع ولادة الفلسفة وتطورها. فمثلاً، توقفنا عند الفيلسوف اليوناني سقراط، الذي اعتمد الحوار الجدلي كمنهج لتفكيك الخرافات والقضاء على الأساطير، معتبراً أن مهمته تختلف عن مهمة التوارث التقليدي، إذ يعمل على توليد المعاني من العقول والأذهان”.

وتابع الدكتور نظير “النموذج الفلسفي الإسلامي لم يقتصر على المحاكاة أو التقليد، بل أضاف فيه المفكرون المسلمون ما يستحقه من تجديدٍ وتطوير، وهذا ما نتطلع إليه في مجلة طابة؛ إذ نسعى إلى تحويل الأفكار المجردة إلى نصوص خالدة، مستندين إلى تراثٍ حضاري يمتد من الحضارة اليونانية الأولى مرورًا بسقراط وأفلاطون وأرسطو، وصولاً إلى المدارس في العالم الإسلامي”.

وبدوره عبر الدكتور أيمن عبد الوهاب عن سعادته بهذا اللقاء وبالأفكار العميقة التي تم طرحها، رغم أنها تتطلب “جولات نقاشية مستفيضة”. ووضح الدكتور أيمن أن الهدف من إصدار مجلة طابة هو “أن تُشكّل سدًّا فكريًا يعالج الثغرات الموجودة في الخطاب الإسلامي الحالي، ويسهم في نقل الفكر الإسلامي إلى واقعنا المعاصر”.

وأضاف الدكتور أيمن “إننا نشهد اليوم تحولات جذرية في المفاهيم التكنولوجية والصناعية؛ فقد سادت الصور الأولى التي كانت تهدف لتحسين جودة الحياة، بينما تُحدث الصور الحديثة تغييرًا في فلسفة الحياة بفضل الارتباط الوثيق بين الإنسان والآلة. وهذا يفرض علينا مسؤولية كبيرة في مواجهة الأفكار التي قد تُعبّر عن أزمة الفكر الغربي”.

وعبرت الأستاذة أمل مختار عن رأيها في مجلة طابة “تكمن أهمية مجلة طابة في كونها ستكون المنبر الأساسي لنقل رؤية المؤسسة في إطار النموذج المعرفي؛ إذ يحمل هذا الموضوع عمقًا كبيرًا يستدعي نقاشات متعمقة في الإصدارات القادمة”.

وتابعت الأستاذة أمل “هذه المجلة تأتي في وقت نحتاج فيه إلى تجاوز الانقسامات بين مؤيدي النموذج الغربي ومن يرون في التراث مرجعًا وحيدًا، لكي نخرج من دائرة الصراع الفكري المستمر”.

وقدم الفيلسوف الإيراني سيد حسين نصر، -البروفيسور في قسم الدراسات الإسلامية في جامعة جورج واشنطن- مشاركة عن بعد عبر الإنترنت عبر فيها عن تهنئته بإطلاق مجلة طابة ، وقال إنه من المهم والضروري إصدار المجلات والكتب التي تهتم بالحكمة والفضيلة، وبين إن إطلاق هذه المجلة هي خدمة كبيرة للإسلام وإلى الحقيقة وإلى الرسالة النبوية المحمدية، وذكر أن مجلة طابة بدأت بداية قوية ونأمل أن تبقى بهذه القوة لسنوات طويلة ببحوثها عن الحكمة والفكر العميق والفلسفة الإسلامية.

وأعرب وزير الأوقاف المصري عن أصدق تهانيه بمناسبة صدور مجلة طابة، وأكد على أن “هذا العمل العلمي الهام يهدف إلى نشر البحوث التي تدور في فلك اهتمامات المؤسسة” وتابع وزير الأوقاف”واليوم، أشعر بفرح بالغ لرؤية مولود جديد لمؤسسة طابة يتمثل في هذه المجلة التي نأمل أن تجتذب عبر عمرها الطويل أقلام الباحثين والمعنيين بالعلوم العقلية والفلسفية وعلوم الحكمة، مع ربطها بالعلوم التطبيقية. وقال: إن رؤيتنا هي أن تكون هذه المجلة بداية حقيقية لنهضة العقل المسلم”.

وهنأ الشيخ عبد الواحد يحيى مؤسسة طابة قائلا “لا يجد اللسان معبرًا عن مشاعري في هذا اللقاء المبارك؛ فهو حقًا مفخرة عظيمة. الحمد لله رب العالمين الذي أتاح لنا حضور هذا الجمع الطيب، ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع.

وعقب الحبيب علي الجفري “أشكر الله تعالى على تشريفكم حضور هذه المناسبة المباركة، وأبارك للأخوة والأبناء الذين ساهموا في بروز هذه المجلة، التي لطالما رُويت فكرة إصدارها منذ سنوات” وتابع الحبيب “نسأل الله أن تكون مجلة طابة منبرًا جادًا لنشر المقالات الوازنة التي تنطلق من مزج مساقي التجديد والإحياء، وتشتمل على تنوع في الرؤى”. واختتم الحبيب اللقاء داعياً”نأمل أن تبقى هذه المجلة منبرًا للمشاريع الفكرية العميقة، وأن تكون إسهامًا حقيقيًا في صياغة المرحلة المقبلة من الفكر الإسلامي المعاصر”.

لمشاهدة الحفل