عقدت مبادرة سند، إحدى مبادرات مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، في ضيافة الحبيب علي الجفري رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة طابة حلقة نقاش تخصصية حول مصطلح “الولاء والبراء” الذي نحته الفكر المتطرف وانعكس في أيدولوجياتهم العقدية وسلوكياتهم الحركية، ارتكز النقاش حول البحث الذي أصدرته شبكة سند بعنوان: “الولاء والبراء بين المعجم القرآني والمعجم العقدي” وأخذ البحث منحى لغويا لتبيين الإشكال الذي يدور حول هذا المنطلق عبر طرح دراسة لغوية وصفية في المعاجم القرآنية والمعاجم اللغوية العامة، وملحوظات نقدية، ويقدم وقفات مع شواهد الولاء والبراء القرآنية، ومع نصوص لمفسرين وأصوليين، وبيان لموقف المتقدمين، ويتناول دراسة نقدية لنصوص القائلين بعقدية الولاء والبراء من المتأخرين.
حضر النقاش الدكتور الشيخ خالد عمران أمين فتوى بدار الإفتاء المصرية موفدا عن فضيلة مفتي الجمهورية، والشيخ أبو بكر بن طاهر البحركي من علماء كردستان، والدكتور السيد مصطفى بن سميط من علماء حضرموت، والسيد علي زين العابدين الحامد والسيد على مولى خيلة من علماء ماليزيا بالإضافة إلى نخبة من باحثي مؤسسة طابة.
وقد دار النقاش حول صلة المصطلح بمنطلقات الفكر المنحرف لدى الجماعات المتطرفة باسم الدين، وضبط المصطلحات في الحقل الدلالي والمعجمي، ومرادفات البغضاء والمحبة والمودة وما يلزم منها، واحتلال الألفاظ لدلالة معينة ثم نقلها بعد ذلك إلى المنحى العقدي بدلا من كونها مسألة فقهية، تم تطور توظيف المصطلح في مراحل من التكفير للمخالف بعدم رؤية صحة معتقده وبالتالي وهم لزوم المعاداة ومن كونها عقيدة لازمة، وعلاقة مفهوم الولاء والبراء بالحداثة من ناحية.
تأتي هذه الحلقة النقاشية ضمن أنشطة شبكة سند البحثية وجهودها التي تهدف إلى تبيين حقائق الأمور وإزالة الغشاوة عن الناس بمعرفة تصرفات المتطرفين الذين ينسبون أنفسهم إلى نصرة الإسلام وإبطال شبهاتهم وادعائهم نسبتها للإسلام، بما يصحح المفاهيم، ويحفظ على الناس الدين، ويميز أفعال التطرف باسم الإسلام بأنها فعل الخوارج.