الدين علم وليس فيه كهنوت! والبخاري عمل أمة وليس عمل فرد، ولو ترك علماء الأمة التجديد أثموا شرعاً! والمشاركون: شكراً لمثل هذه المبادرات والفعاليات؛ ونرجو تعميمها.
“منهج التعامل مع النص الديني”، عنوان فعالية عقدتها مبادرة سند -إحدى مبادرات مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات- وألقاها الأستاذ الدكتور| أحمد نبوي الأزهري،
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف وأحد علمائه الكرام.
قال نبوي: دعونا نُفرق أولاً بين النص الديني الإلهي، والتراث الذي هو منتج بشري قابل للقبول والرفض.
فالأول: هو القرآن الكريم، والثابت من السنة المطهرة.
والثاني: هو كلام الفقهاء والعلماء؛ وهذا القسم كان العلماء أنف ُسهم هم الناقدين له والعاملين على استخراج جوانب القوة والضعف فيه.
وضرب الدكتور مثالاً لذلك بصحيح البخاري؛ حيث قال: إنه ليُظن أنه عم ُل البخاري وحده وهذه النظرة خاطئة، لأن صحيح البخاري عم ُل أمة كاملة، ومدار ُس علم مختلفة، ما بين علماء ضعّفوا أحاديث في البخاري كالدارقطني، وعلماء ُ ردوا على هذا التضعيف، وعلماء تكلموا في الأفضلية بينه وبين غيره، حتى استقرت الأمة على قبول ذلك الكتاب وفق قواعد العلم وليس اتباعاً للهوى، ولهذا يُقال تلقته الأمة بالقبول.
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة ظلمت التراث بتشددها فيه، وغياب المنهج العلمي في التعامل مع النصوص الدينية، وتمسكها بظواهر النصوص، وكذلك فعلت التيارات العلمانية والحداثية في تعاملها مع التراث من وجه آخر؛ فظلمت التراث من حي ُث دعوتها إلى التحرر من الثوابت حتى نادت بهدم التراث.
وأكد على أهمية التجديد مشيراً إلى أنه لو تركته الأمة لأثمت شرعاً؛ لمخالفتها كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أكد على ضرورة التفرقة بين المنهج العلمي في التعامل مع النصوص التراثية، وبين المسائل.
موضحاً أن المنهج ثابت وله معايير في التعامل معه أهمها: (قواعد اللغة العربية، والإجماع، والمقاصد الكلية للشريعة من حفظ النفس والعرض والمال والدين، والقواعد الفقهية أو المبادئ العامة للشريعة: كقاعدة لا ضرر ولا ضرار..إلخ)، وأن المسائل متغيرة، وضرب مثالاً على ذلك بمسألة تهنئة المسيحيين بأعيادهم بين المنع قديما والجواز حاليا؛ موضحا كيفية استخدام التعامل المنهجي الصحيح مع هذه المسألة .
هذا وقد شارك الحاضرون بأسئلة وتعليقات مهمة وقيمة، كاستفسارهم عن أسباب عدم تكفير الأزهر الشريف لداعش، ومناقشة قضية الحجاب وحكم منكره، وقد أبدوا رغبتهم في طرح مزيد من النقاشات حول القضايا التي تخص المجتمع ومحاولة تعميم هذه الفعاليات في المؤسسات ليتضح الميزان العلمي والمعرفي الصحيح في التعامل مع النص الديني والحد من حدوث الفوضى في المجتمع.
تأتي هذه الفعالية ضمن أنشطة شبكة سند لتفكيك الفكر المتطرف، وتمييز أفعال المتطرفين، وتبيين حقائق الأمور، بما يُصحح المفاهيم، ويحفظ على الناس الدين.