في أجواء ثقافية احتضنت العاصمة أبوظبي حلقة نقاش ثقافية استضافت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات نخبة من المختصين الأكاديميين وبحضور عدد من التربويين والمعلمين الناطقين باللغتين العربية والإنجليزية، حول التربية الإسلامية في المدارس والنظر في الثغرات والآفاق، إذا تعتبر مادة التربية الإسلامية في المدارس المصدر الأساسي للتعليم الديني للشباب المسلم في العالمين العربي والإسلامي، ودار النقاش إن كان الوضع الحالي للتربية الإسلامية يمثل عاملاً مساهماً في هذه التطورات؟ وكيف ندرك إمكانيات التربية الإسلامية لتعزيز التطور الروحي والفكري لدى الشباب المسلمين حتى يساهموا بفعالية وإيجابية في مجتمعاتهم؟ وما هي الفرص والتحديات لتقييم شامل وصحيح لهذه المنظومة.
ضمت حلقة النقاش د. مريم الهاشمي الاختصاصية الإماراتية بالتربية الإسلامية ورئيسة قسم المناهج في مدرسة الإمارات الوطنية د. نديم ميمون مدير قسم التعليم في مجموعة جامعة أبوظبي للمعارف، ود. مجدد زمان زميل باحث ومحاضر في جامعة توبنغن، ويعمل حالياً في مجال تدريس أصول التربية الإسلامية لمعلمي الدراسات الإسلامية الناشئين في ألمانيا.
تحدثت الدكتورة مريم الهاشمي عن منظومة التعليم بين الماضي والحاجة إلى استكشاف فلسفة التعليم الإسلامي واستنباط الحلول التي تقدمها لتلبية احتياجات تدريس مادة التربية الإسلامية اليوم بل للتعليم ككل. وكيف نستفيد من طرح الإمام الغزالي حول الموازنة بين الحفظ والفهم ومتى يطلب كل منهما، ومن طرح ابن مسكاويه حول تدريس التربية الأخلاقية، ومن طرح ابن خلدون في مسألة أساليب التدريس واختلافها باختلاف السياقات، ومن طرح ابن سحنون حول واجبات ودور المعلم، ومن طرح القابسي حول تكوين العادات لدى المتعلم وغيرهم. إغفالنا لهذا الإرث القيم وانفصالنا عنه يحدث إشكالات ويوصل رسالة أنه ليس لدينا ما يمكن أن نقدم من خلاله حلولاً حقيقية وأطروحات أصيلة.
وفي الحاضر أشارت إلى مميزات وثيقة التربية الإسلامية التي نشرتها وزارة التربية والتعليم في العام 2011 وقامت بتحديثها عام 2014، ومن الميزات:
- جميع مكونات المنهج مرتبطة بمنظومة القيم والأخلاقيات التي جاء بها الدين الإسلامي: اعتنى بالقيم الإسلامية لبناء شخصيات واعية متمسكة بدينها، بانية لوطنها.
- متوائمة مع الرؤى الوطنية.
- مبنية على المعايير المتسقة عمودياً وأفقياً.
- المنهج قائم على رؤية وسطية متوازنة ويهدف إلى تكوين عقلية مرنة تنبذ التطرف وتدرك أهمية الاختلاف والتنوع.
- مرتبطة بالواقع وباحتياجات الطالب اليوم وتتسم بالتشويق والجذب: ركز على المعارف والمفاهيم الدينية التي يحتاجها الطلاب في هذه المرحلة العمرية، وربطها بحياته العصرية ومستجداتها على ضوء مبادئ الشريعة الإسلامية من الوسطية والتسامح والإيجابية والمسئولية الفردية والمجتمعية.
ولجيل المستقبل من الواجب أن نقف أمام الإشكالات التي تعاني منها المناهج لأمانة جيل المستقبل، في مفاهيم أساسية تشمل العلم، المتعلم، التعليم، التأديب، والتربية.