عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات الحلقة رقم 35 من صالون طابة الثقافي بعنوان ” تفكيك المجتمعات نحو منظور متجدد للأمن الاجتماعي”، بإدارة الأستاذة أمل مختار خبير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وبحضور عدد من الخبراء والمتخصصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وعلى رأسهم د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ود. فؤاد السعيد أستاذ علم الاجتماع، ود. غادة موسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيو جيزة، ود. نورا عبد الفتاح أستاذة التاريخ، والمستشار الدكتور محمد الأدهم، والأستاذ إسلام ريحان خبير حقوق الإنسان، والأستاذة سارة أبو زيد خبيرة الصحة النفسية، وعدد من الشباب وهم الأستاذ أحمد مصطفى والأستاذ عاصم عمرو والأستاذ أحمد رأفت الباحث المساعد بمؤسسة طابة.
وقد افتتحت الأستاذة أمل مختار الصالون بتأكيدها على الدور الأساسي للصالون كآلية لحوار المثقفين وأولي الفكر. ووضحت الغرض من موضوع هذا الصالون بأنه ” للتفكير في التحولات والتغييرات؛ لأنه من المهم احتساب كم المكسب والخسارة ومستوى التماسك في المجتمعات العربية”.
واستهل النقاش العلمي بمداخلة د. أيمن عبد الوهاب بتوضحيه لأهمية الحوار في كونه ” يبني التصورات المجتمعية اللازمة للمستقبل، في ضوء التحولات التي أضحت أكبر من استعياب المجتمعات، وإن بدت القضايا المطروحة بديهية في مراحل سابقة إلا أنها بما خلقته من تناقض أصبحت في غاية الأهمية”. وأضاف معقبًا ” إن الخطورة في الثورتين التكنولوجيتين الرابعة والخامسة في أنهما يختلفا عن سابقتيهما. فلم يعد الإنسان هو محور هذه الثورات”.
ووضح د. أيمن بأن الحاجة إلى النموذج المعرفي تشتد في هذه اللحظة الراهنة ” فتيار الما بعديات يعبر عن إشكالية جوهر فلسفي؛ ولذا يجب أن يكون لدينا نموذج”، وختم د. أيمن بالتأكيد على أهمية “تحديد المرجعية التي سيتم الرجوع إليها لتمكين المواطن وزيادة تحصينه”.
وعقبت الدكتورة غادة موسى بالتأكيد على أننا بصدد “تلمس منهج للتوصل إلى حل وطريقة للتفكير ومدخل لحل إشكالية تفكيك المجتمعات” واستكملت د. غادة ” بأننا نستخدم ما لم ننتجه ثم نتأزم بها، والواجب هو أن نبني على المشتركات وأن ننتقد ما هو موجود” وأضافت ” أزمة الهوية ليست بسبب الملل والنحل بل لطالما كانت هذه مصدر ثراء، ولكن لأننا لسنا على أرضية مشتركة” ومن ناحية علاقة الذات بالآخر ذهبت د. غادة إلى أننا ” يجب أن ننفتح على مفكري الجزء الآخر من العالم؛ لأنهم يستشعرون الأزمة التي نعيشها اليوم”.
وفي ضوء التوظيف السياسي للثقافة، عقب الدكتور فؤاد السعيد ” إن إشكالية التوظيف السياسي للثقافة والخلط بينهما أدت إلى العمل بطريقة عمياء لشطب كل ما هو عربي وتشويهه” وأكد بأن ” المطلوب هو التوازن الثقافي الذي يغيب بسبب الصراعات السياسية”.
ومن ناحية قانونية أكد المستشار محمد الأدهم ” الإشكال في حلول لا تناسب مجتمعاتنا ونحن ليس لدينا مشكلة وطنية واضحة بل نعيد إنتاج المشاكل”. ومن منظور حقوقي أكد الأستاذ إسلام ريحان ” إننا نتعمل مع قضايا حقوق الإنسان على أنها واحدة، وحل كبير للإشكالية يكمن في الحفاظ على حقوق الإنسان”.
ومن ناحية نفسية وضحت أ. سارة أبو زيد” هذا الجيل لا يفهم نفسه، ولكي نستطيع تجاوز أزماته علينا بأن نبني من الأسرة التي هي النواة الأساسية للمجتمع”. ومن زاوية التاريخ أكدت د. نورا عبد الفتاح” إن العبث في التاريخ والتراث لطالما كان هو باب تفكيك المجتمع” وأضافت” نحن نعايش داءًا هو الخوف من أن يفوتنا شيء، وهو الناتج عن التطور التكنولوجي، فأصبحنا نلاحق سراب”. واختتم الصالون بطرح الحضور عدد من الأطروحات الفكرية الي من شأنها أن تخرجنا من هذه المعضلة، سواء بالاسترشاد بالنماذج التنموية الثقافية الأخرى لبناء النموذج التنموي الوطني، أو بتوضيح الأساس الثقافي الذي يجب أن نبني عليه.