رؤي الشباب للوحدة كظاهرة عالمية وواقعها المجتمعى

منتدى طابة للشباب: رؤي الشباب للوحدة كظاهرة عالمية وواقعها المجتمعى

عقدت مؤسسة طابة مساء يوم الأربعاء ٣ يوليو الحلقة رقم ٢١ من منتدى طابة للشباب، الذي يسعى إلى توفير مساحة للشباب للتعبير عن ارائهم حول القضايا الاجتماعية المثارة. وقد عقدت هذه الحلقة بعنوان: “رؤي الشباب للوحدة كظاهرة عالمية وواقعها المجتمعى”. بإدارة د. يوسف الورداني مساعد وزير الشباب الأسبق، وبحضور د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والسيد أحمد سيف مدير المبادرات بمؤسسة طابة وبحضور عدد من الشبان والشابات من مختلف القطاعات الشبابية.

 

بدأ الورداني اللقاء بالتأكيد على أنه بالرغم من أن قضية وحدة الشباب النفسية والاجتماعية تعتبر من القضايا القديمة نسبيًا، إلا أنه ظهرت مع بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين مؤشرات تدل على ازدياد وتيرة انعزال الشباب وانكفائهم حول ذواتهم، وعدم تفضيلهم الانخراط في تفاعلات مؤسسات التنشئة الاجتماعية المحيطة بهم، ومع غيرهم من أفراد المجتمع المحيطين بهم. وقد رصدت هذه الظاهرة العديد من التقارير والتحليلات الدولية ذات الصلة.

وأكد أن اهداف المنتدى هي السعى إلى معرفة الأسباب المؤدية إلى وحدة الشباب عالميًا ومحليًا، ومدى انطباقها أو تباين نسبها ومظاهرها وأعراضها بين المجتمعات، وكذلك استعراض الحلول الفردية والجماعية لمواجهتها، واقتراح المبادرات الاجتماعية اللازمة للتعامل معها.

 

وعبر الشباب بداية بتقديم تعريفات مختلفة للوحدة، سواء باعتباره انعزالا، أو أن الانعزال هو أحد مظاهره، أو أن الوحدة هي الشعور بينما الانعزال هو السلوك الذي يترتب على ذلك الشعور. وأكد عدد من الحضور أن ذلك الشعور لا يكون من فراغ ولكن ينشأ بسبب مجموعة من العوامل، ترجع إلى غياب المشاركة الحقيقية والشعور بالتعبير عن الذات، أو بسبب شعور الفرد بالغربة عن المكان الموجود به. أو أن يشعر الفرد بأنه لا يحتاج إلى الناس، ويمكنه الاقتصار على ما هو لديه.

 

فطرح بعض الحضور أن تلك العوامل، تستوجب التفرقة بين الوحدة كشعور للفرد، وبين الوحدة كصفة لبعض الجماعات التي تنغلق على ذاتها وتعيش في مجتمعات منعزلة عن بعضها، وهو ما يؤثر نهاية سلبياً على  المجتمع ككل. ووجه الورداني السؤال إلى الأسباب التي تؤدي إلى ظهور تلك العوامل فكان من أبرز الأسباب التي طرحها الحضور السوشيال ميديا كأداة تزيد من حدة الشعور بالوحدة والانعزال والانغلاق على الذات.

 

فأكد الحضور بأن طبيعة الخوارزيميات نفسها هي التي تؤدي إلى أن تزيد من الانعزال على الذات، لأنها تولد وتظهر للفرد نمط معين من المنشورات التي يفضل أن يراها وبالتالي هي تعزز من انغلاقه في تفضيلاته وتزيد الضيق في تلك التفضيلات مع الوقت. ووضح  آخرون جانب آخر من تأثير السوشيال ميديا متعلق بأنها تضخم الأنا الابليسية،ووضح الشاب أنها لا تقتصر على السوشيال ميديا بل ثقافة العصر، فأغاني الراب على سبيل المثال قائمة أساسا على فكرة تضخيم الذات.

واختلف الحضور حول طبيعة تعرض الأجيال المختلفة لتأثيرات الوحدة الناتجة عن السوشيال ميديا، فبينما ترى الأجيال الأكبر سناً، بأن الأجيال الكبيرة لم تتعرض لهذا التأثير بهذا الشكل، لأنها وجدت قبله، وطالما كانت لديها ادوات اجتماعية للتعبير، أكد بعض الشباب، بأن الأجيال الأكبر سنا هم أنفسهم أصبحوا مستغرقين بالكامل في السوشيال ميديا. بل أصبحت إحدى الظواهر الاجتماعية الملاحظة هي الهروب من مسؤولية تربية الأطفال عن طريق الهواتف الذكية والسوشيال ميديا.

 

وقدم الحضور عدد من المبادرات المحلية والذاتية التي قد تحسم هذه الإشكالية، بداية من بدء الفرد من نفسه، بالانخراط الفعال في المجتمع، والسعي لتعبير الأفراد عن أنفسهم وتوفير مساحات أمنة لطرح الأفكار والتعبير عن المشاعر، لتجاوز الوحدة والانغلاق على الذات بتأثيراتها المدمرة على مستوى الفرد أو المجتمع