عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات النسخة الخامسة والعشرين من منتدى طابة للشباب مساء يوم الأربعاء ١٢ فبراير ٢٠٢٥، والذي تناول موضوع “تأثيرات الذكاء الاصطناعي على حياة الشباب”، بحضور نخبة من الشباب المهتمين بالتكنولوجيا والتطوير الرقمي. أدار اللقاء الدكتور يوسف ورداني، مساعد وزير الشباب والرياضة السابق، حيث دار نقاش موسع حول المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، أهميته، تحدياته، وسبل الاستفادة منه في المجتمع.
استهل المنتدى بعرض مقطع فيديو بعنوان “الذكاء الاصطناعي التوليدي باختصار – كيف تنجو وتزدهر في عصر الذكاء الاصطناعي” من تقديم هنريك كنبرغ، والذي يقدم دورة مكثفة مدتها 18 دقيقة عن الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام الرسم والشرح المبسط. يستهدف الفيديو تغطية مواضيع مثل ماهية الذكاء الاصطناعي التوليدي، كيفية عمله، كيفية استخدامه، المخاطر والقيود المحتملة، دور البشر، نصائح حول هندسة الأوامر، تطوير المنتجات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأصل ChatGPT وأنواع النماذج المختلفة. كما يسلط الضوء على الوكلاء المستقلين ويوفر نصائح حول تبني العقلية المناسبة لهذا العصر.
وبدأ النقاش بتعريف الذكاء الاصطناعي، موضحًا أنه ليس مجرد تقنية، بل ثورة رقمية تؤثر في مختلف القطاعات، من التعليم والصحة إلى ريادة الأعمال والإعلام. كما ناقش المشاركون الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للشباب، مثل تحسين الإنتاجية، تعزيز الابتكار، وخلق فرص عمل جديدة تتماشى مع التطورات التقنية المتسارعة.
وركز النقاش أيضًا على التحديات المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تأثيراته على سوق العمل، مخاوف الخصوصية، والاعتماد المتزايد على الأنظمة الذكية في اتخاذ القرارات. وأكد الحاضرون على ضرورة بناء مهارات الشباب في هذا المجال، سواء من خلال التعلم الذاتي أو الالتحاق ببرامج تدريبية متخصصة، لضمان استغلال هذه التقنية بشكل إيجابي يساهم في تطوير المجتمع.
ناقش المشاركون الفوارق الجوهرية بين الذكاء الطبيعي، الذي يتمتع به الإنسان، والذكاء الاصطناعي، الذي يتمثل في الأنظمة الحاسوبية المبرمجة لمحاكاة القدرات البشرية. وتم التأكيد على أن الذكاء الطبيعي يمتاز بالإبداع، الحدس، والقدرة على التفكير النقدي، بينما يعتمد الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات ومعالجة المعلومات بسرعة فائقة، لكنه يفتقر إلى الفهم العاطفي والإدراك العميق الذي يميز الإنسان.
كما تطرق النقاش إلى كيفية تكامل الذكاء الاصطناعي مع الذكاء الطبيعي، حيث رأى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة داعمة للعقل البشري، تساعده في اتخاذ القرارات وحل المشكلات، بينما حذر آخرون من مخاطر الاعتماد الزائد عليه، مما قد يؤدي إلى تراجع مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الأفراد.
أثار الحاضرون تساؤلات حول مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على تطور الذكاء الطبيعي للإنسان، حيث ناقشوا كيف أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى التفكير المستقل والحد من قدرات التحليل والإبداع. وأشار بعض المشاركين إلى أن تزايد الاعتماد على أدوات مثل المساعدات الرقمية والأنظمة التنبؤية قد يؤثر على قدرة الأفراد على حل المشكلات بأنفسهم، مما يستدعي تعزيز التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وتنمية المهارات الذهنية الطبيعية.
كما تمت مناقشة تفاعل الشباب مع الذكاء الاصطناعي، حيث أشار البعض إلى الاستخدام المتزايد له في مجالات مثل التسويق الرقمي، تطوير التطبيقات، وتحليل البيانات، بينما رأى آخرون ضرورة وضع سياسات تنظيمية لحماية المجتمع من التحديات المحتملة لهذه التكنولوجيا.
اختتم المنتدى بالتأكيد على أهمية الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي وأثره على المستقبل، مع دعوة الشباب إلى تبني فكر وطرح مبادرات تجاه التكنولوجيا والعمل.