منتدى طابة للشباب يناقش علاقة جيل زد بموسيقي الراب
عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات حلقتها النقاشية الثالثة عشر لمنتدى طابة للشباب في موضوع “الفن عند الجيل z: الراب نموذجًا”، وذلك بحضور د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومشاركة مجموعة من ممثلي المحافظات المختلفة، وأدار الحوار د. يوسف ورداني رئيس مجلس أمناء مؤسسة قدرات مصر للشباب والتنمية.
أكد د. ورداني في بداية اللقاء على أهمية متابعة التغيرات التي طرأت على فكر الشباب وسلوكياتهم في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، والذي شهد اندلاع ثورتي 25 يناير-30 يونيو، وأزمة فيروس كورونا، وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية مشيرًا إلى تأثير هذه الأحداث على تعبير الشباب عن ذواتهم وشخصياتهم وحالتهم النفسية، وأن ذلك امتد إلى مجال الفن الذي شهد انتشار موسيقي الراب في السنوات الأخيرة بين جيل زد، وتحولها إلى صناعة قائمة بذاتها بعد أن كانت تتم بالإمكانيات الذاتية المحدودة للرابرز.
في هذا السياق، شهدت أعمال الورشة اتفاقًا بين المشاركين على تعبير فنى الراب والتراب عن هموم قطاع عريض من جيل زد خاصة في محافظتى القاهرة والإسكندرية بفضل ايقاعه السريع الذي يتماشى مع سرعة حياة هذا الجيل، وابتعاده عن مناقشة الأمور السياسية والاجتماعية العميقة إلا في حالات محدودة، وتركيزه بدرجة أكبر على الترفيه المبارزة والهجاء المتبادل “البيف والدس” والتي تتحول في كثير من الأحيان إلى معارك وحلقات أداء (باتل وسريكل) تجذب الكثير من النشء والمراهقين.
واتفق الحضور أيضًا على ضعف الإمكانيات الصوتية للرابرز الحاليين واستخدام معظمهم لتقنية فلاتر تصحيح الصوت المعروفة بـ “الاوتوتيون”، وأنهم لا يعبرون في “التراكات” الخاصة بهم عن القضايا التي تشغل غالبية فئات الشباب نتيجة لانتماء غالبيتهم إلى الطبقتين المتوسطة والعليا بتنويعاتهما المختلفة، وأن ذلك انعكس في محتوى كثير من أغانيهم التي لاقت اقبالًا كبيرًا على منصة سبوتفاى وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي.
واختلف المشاركون حول تقييم الرسائل التي يبثها الرابرز في أغانيهم بين مجموعة تُعلى من أهمية أصحاب المدرسة القديمة مثل أحمد مكي وزاب ثروت والذين تتسم أغانيهم بوجود رسائل مجتمعية إيجابية وهادفة، وبين مجموعة ترى سيطرة الأداء الموسيقي والاهتمام بالايقاع على أداء غالبية المنتمين للمدرسة الجديدة مثل ويجز ومروان بابلو ومروان موسي وعفروتو وغيرهم، وإنه ليس بالضرورة أن يهدف الفن إلى تقديم رسالة عامة، وأنه من الممكن أن يقتصر دوره على إحداث حالة من البهجة والمتعة لدى متعاطيه، أو تقديم رسالة خاصة عن المشاكل والهواجس التي يمر بها كل رابر على حدة.
وعن أسباب رفض جيلي الستينيات والسبعينيات لهذا النوع من الموسيقي، أوضح بعض الحضور من الأجيال الأكبر سنًا أنها بسبب رتابة موسيقي الراب والتراب واختلاف ايقاعهما عن الموسيقي الكلاسيكية السائدة، واتسامهما بالسرعة الزائدة، واحتوائهما على ألفاظ غريبة لا يفهمون الكثير من معانيها ومدلولاتها، فضلًا عن مزج عدد منها بين اللغتين العربية والإنجليزية. ورأى البعض منهم أن ذلك أمر طبيعي ومتكرر مع الأشكال الجديدة للفن التي تظهر من فترة لأخرى.
وأشار الحضور في نهاية اللقاء إلى ضعف حضور الإناث بين مغني الراب، وهو ما نتج عنه سيطرة الثقافة الذكورية على الكلمات والمفاهيم المتداولة، وعلى نحو يمثل استكمالًا للوجه الذكوري السائد في هذه المرحلة العمرية. كذلك إلى أهمية التنبه إلى خطورة الخلافات التي قد تنشأ بين مشجعي الرابرز الشهيرين خلال الفترة المقبلة، وضرورة بحث سبل الاستفادة من انتشار هذا النوع من الموسيقي واستثمار الشعبية التي يحظى بها الرابرز بين فئات النشء والشباب في بث قيم إيجابية هادفة في المجتمع.