الحبيب علي الجفري:
من أهمّ أهداف طابة إعادة تأهيل الخطاب الإسلامي المعاصر من أجل الاستيعاب الإنساني.
نرحب بالمؤسسات البحثية والدينية في الدولة للتعاون فيما يمكن عمله في ضوء نتائج الاستبانة.
ما بعد الاستبانة: إكمال المشروع ليشمل بلدانًا عربية وإسلامية أخرى، وعقد ورش عمل للنظر في خطوات عملية.
جيمس زغبي:
من أسباب العنف والتطرّف تهميش الشباب ودورهم في المجتمع.
لا بد من الحديث مع الشباب بدل الحديث عنهم بلغة تنسجم مع تحديات الواقع الذي يعيشون فيه.
يتوقع الشباب من علماء الدين الكثير، ولا ينشدون إصلاحًا في الدين ولكن في لغة الخطاب الديني.
عباس يونس:
تؤيد النتائج ما كان يشعر به كثير من العلماء والدعاة من أننا على وشك تحوّل كبير في المشهد الديني عند جيل الشباب.
لا يمكن تصنيف جيل الشباب اليوم تصنيفًا واحدًا كما كان الحال في الأجيال السابقة.
هذا الجيل يهتم بأكثر جوانب الدين أهمية وعمقًا، وهو جيل يتفاعل مع محيطه ولا يهاب من التعبير عن الخلل الذي يشهده في الخطاب الديني.
أطلقت أمس مبادرة الدراسات المستقبلية في مؤسسة طابة نتائج استطلاع حول مواقف الشباب العربي المسلم من الإسلام وعلمائه؛ وهو استطلاع يعدّ الأول من نوعه نفّذته مؤسسة طابة بالتعاون مع مؤسسة زغبي للخدمات البحثية في ثمانية بلدان عربية هي الأردن والإمارات والبحرين والسعودية وفلسطين والكويت ومصر والمغرب، حيث قابلت وجهًا لوجه 5,374 شابًا وشابّة أعمارهم بين 15-34.
حضر الندوة عدد من السفراء والدبلوماسيين العرب من الدول التي شملها الاستطلاع ومن دول أخرى مهتمة بشؤون الإسلام والمسلمين، وعدد كبير من المثقفين والإعلاميين والمسؤولين في المؤسسات المجتمعية في الإمارات إلى جانب علماء ودعاة وجمع من الشباب.
استعرض الدكتور جيمس زغبي مدير مؤسسة زغبي للخدمات البحثية أبرز نتائج الاستطلاع. ومن ذلك أنّ الإمارات ومصر والمغرب من أكثر الدول رفضًا لحركات كداعش والقاعدة،؛ وأنّ الشباب، لا سيما في السعودية ومصر والكويت، يتوقّعون دورًا مهمًّا للدين في بناء مستقبل المنطقة؛ وأنّ الدين عنصر بارز في هويتهم ويريدون أن يُعرَفوا به؛ وأنّ كثيرًا منهم يجد تحدّيًّا في الحفاظ على هويته الدينية في المجتمع؛ وأنّهم يرون أهم جوانب الدين العيش وفق الأخلاق والآداب الإسلامية ثم القضايا السياسية التي تواجه المجتمعات المسلمة؛ وأنّهم يرون دورًا للدولة في التدخّل في الحياة الدينية لا سيما في ضبط الخطاب الإسلامي وضمان خلوّه من التحريض على العنف والكراهية؛ ويرون أنّ مجتمعاتهم تفتقر إلى عالمات وداعيات في النطاق العام؛ وأنّ الحركات المتطرفة كداعش والقاعدة انحراف كامل عن دين الإسلام.
ثم تحدثت الدكتورة حصة لوتاه عن أهمية دور الإعلام في توجيه الاستطلاعات والاستبانات، وأنه الوسيلة للوصول إلى الشباب بإبراز العلماء وكسر حواجز التواصل بين الأجيال وخلق تفاهم عام بينهم. وذكرت أن الدين في الماضي كان حاضرًا بقوة في سلوك الناس وكذلك في التعايش مع الآخر، أكثر من كونه مظهرًا خارجيًّا.
وأضاف عباس يونس مسؤول مبادرة الدراسات المستقبلية في مؤسسة طابة، أنّ الشباب يثقون في المفتين والعلماء المؤهلين باعتبارهم أصحاب الحق في بيان أمور الدين ولكنّهم لا يذهبون بالضرورة إلى مراكز الفتوى حيث يتواجد العلماء حينما تكون لديهم أسئلة عن الدين؛ وهم يرون دورًا بارزًا للدين وفي الوقت نفسه لا يهتمون بطلب العلم الشرعي. وهذه شؤون تحتاج إلى دراسة ونظر للوقوف على تشخيص صحيح لأسبابها.
وختم الندوة الحبيب علي الجفري بتأكيده أهمية التعاون والمضي قدمًا بخطوات عملية في سبيل الاقتراب أكثر من الشباب وفهمه وإدراك ما يعانيه في هذا الزمن الحائر كي يسهل على الدعاة الأخذ بأيديهم إلى برّ الأمان فلا تتخطّفهم تجاذبات التطرّفين الديني أو اللاديني. ولفت النظر إلى خطورة أن يوجد 1% من الشباب يؤيّدون جماعات متطرّفة كداعش، وأنّ هذا يحتاج إلى عمل وجهد لمعالجته. وأشار إلى أهمية أن يكون العلماء والمسؤولين واعين لما ينبغي أن تكون عليه هوية الشباب في المستقبل. وقال إنّ هذه الدراسة هي بداية، وأنّ النية التوسع للقيام بمزيد من الاستطلاعات في بلدان أخرى، مع أهمية إقامة ورش عمل لتدعيم العمل على النتائج. ودعا إلى التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والمثقفين من أجل تفهم واقع الشباب، لأنّ “الحكم على الشيء فرع عن تصوّره”، وأنّه لا بد من العناية بالخطاب والمخاطِب والمخاطَب. وفي الختام شكر دولة الإمارات العربية المتحدة إذ تخطط وتعمل ضمن رؤية مستقبلية استراتيجية لعام 2030، في الوقت الذي لا تزال بعض الدول تناقش ملفات من خمسين عام مضت.
يمكن الاطّلاع على الدراسة عبر الموقع الالكتروني باللغتينhttp://mmasurvey.tabahfoundation.org