استضافت خيمة طابة الفكرية في مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات بمقرها في أبوظبي محاضرة ألقاها الشيخ د.ناجي العربي أستاذ الفقه والحديث في جامعة البحرين، تناولت المحاضرة دور المنهج الأزهري لإعادة بناء المجتمعات بعد الفتن، وأن الأفكار المتطرفة مدعومة من أعداء الإسلام، الذين استمالوا الناس بالمال والشهرة، كما اجتذبوا الشباب والناشئة، إلى التجرؤ على شرع الله، والتشكيك في علماء الأمة، بحيث انقلبت الثقافة ليصبح المعيار في الجودة هو المخالفة للدولة، والمخالف لها شجاع! وأصبح العالم الشجاع هو الذي يستطيع أن يهاجم، وليس غيرة على شريعة الله، وأصبح الشرع يستخدم على نحو مسيء، وبينت أن الأزهر قادر على مواجهة تلك الأفكار، ويحتاج إلى دعم المؤسسات العلمية في عالمنا الإسلامي، والعربي، مؤكدين أن الأزهر وحده هو من تصدى للمواجهة، وقاد المعركة ضد التكفيريين.
وأكد فضيلة الدكتور ناجي بن حسن العربي، الأستاذ المساعد بجامعة البحرين، أن الأمة تمر بمراحل عصيبة، خاصة مع فريق يتلاعب في الدين باسم الدين، لافتاً إلى أن من ادعى الإصلاح علناً هم المنافقون.
وقال، إن الأزهر ومؤسسات العلم وحواضره يمثلون صمام الأمان للمنهج والفكر على قاعدة لا إفراط ولا تفريط، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، لافتاً إلى أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت نزول الأزهر إلى الشارع، وألقى بثقله في المعترك، مؤكداً أن الأزهر في قلب الحدث ولا يمكن لأحد أن يختط خطاً إلا وقطعه الأزهر عليه، وهو ما وفق له الإمام الأكبر الذي دفع بالأزهر إلى صدر المواجهة، ضد كل التيارات التي تصطدم بثوابت الدين، وهي خطوة مباركة للأزهر تجاوز بها بقية المؤسسات الدينية.
ولفت إلى أن الأزهر تحمل الموقف وحده، في حين أن هناك مدارس لم تقم بأي دور، وقال إن الأزهر ينظر إلى ما يحدث بأنه فتنة هو مسؤول عن إطفاء نارها، وفي السابق لم يتحمس الأزهر لهذه الأمور، مشيراً إلى أن الأزهر وضع تصور يؤكد دور الأزهر للتأصيل والتصحيح للفترة الذي نشهدها بعد تلاشي ما يحدث في المنطقة، وصياغة أسس علمية متينة ومشوقة للمراحل الابتدائية، وبقية المراحل الدراسية.
وفيما يتعلق بقدرة الأزهر على مواجهة تلك الأفكار لوحده، قال إنه قادر بإذن الله وأكثر من ذلك، أما عن كيفية اجتذابهم للشباب، فإن البناء الصحيح يحتاج إلى نظم غير عشوائية، وجهد، أما من يشيد بناءه على قاعدة هشه فإنه سيتهاوى، وهذا هو الفرق بين الأزهر بعلومه، وثوابته، وبين الأفكار المتطرفة.
وأكد الحبيب الجفري رئيس مؤسسة «طابة»، أن مواجهة التطرف أصبحت قاسماً مشتركاً بين أهل العلم وأولياء الأمر في الدول العربية والإسلامية، وأن أولياء الأمر مهمتهم الأمان والنماء في بلدانهم، لافتاً إلى أن العلماء مهمتهم حفظ أديان الناس وتهيئتهم لعمارة الأرض، والتحقق بالعبودية لله وتحقيق معنى الخلافة الراقي الذي ﻻ ينحصر في الحكم، أي حمل الأمانة في هذه الأرض.
* الخبر بتصرف من صحيفة الاتحاد
* الخبر على موقع هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية