حضر الشيخ موسى فيربر (باحث مشارك)، المؤتمر “أين يلتقي الدين والسياسة والأخلاقيات البيولوجية ” الذي انعقد في جامعة ميتشيغان، 10 / أبريل – 11 / 4. ويعتبر هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي عقد في أمريكا الشمالية. على الرغم من أن الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية كانت محط اهتمام العلماء المسلمين منذ سبعينات القرن الماضي، إلا أنها لم تحظ باهتمام في الغرب وفي الأدبيات الإنجليزية إلا في الوقت الحالي، حيث يشتغل بالأخلاقيات البيولوجية الإسلامية أطباء ممارسون وعلماء اجتماعيون لا إلمام لهم بالشريعة الإسلامية وكثيرا ما يحملون عداء تجاه العلوم الإسلامية. وقد فتح هذا المؤتمر آفاقا جديدة من خلال مشاركة عدد من الفقهاء المسلمين بين متحدثيه. وقد حضر هذا المؤتمر أكثر من 150 شخصا أغلبهم من العاملين في المجال الطبي.
ومن بين موضوعات المؤتمر: علاقة الثقافة والمجتمع بقيم الأخلاقيات البيولوجية، وحالة الأخلاقيات البيولوجية بين الأطباء المسلمين وفي العالم الإسلامي، والأخلاقيات البيولوجية في إطار النظام الصحي، والأخلاقيات البيولوجية الإسلامية وفقاً للعلوم الإسلامية. وتشرفنا بدعوة الشيخ فيربر لتقديم نبذة عن كيفة تعامل الفقهاء مع معضلات الأخلاقيات البيولوجية ودور المجالس الشرعية. تلقى الشيخ فيربر العديد من الأسئلة حول قضايا الأخلاقيات البيولوجية أثناء عمله بدار الإفتاء المصرية، لذلك منحته هذه الدعوة فرصة التعامل مع الفقهين التقليدي والمعاصر – سواء كان نظريا أم تطبيقيا – ولكن الأهم من ذلك أن هذا المؤتمر كان بمثابة فرصة هامة لإظهار الاهتمام الإيجابي للشريعة بحرمة الحياة وحمايتها وكرامة الإنسان.
تناول العرض الذي قدمه الشيخ فيربر العلاقات بين الفقه والطب، والمنهج البحثي الأصيل الذي يتبعه الفقهاء لبحث قضايا الأخلاقيات البيولوجية، والشروط التي يجب توفرها في الشخص الذي يضطلع بمهمة إجراء أبحاث فقهية، وقضايا الأخلاقيات البيولوجية المعاصرة التي سبق أن قد تعامل معها الفقهاء وقدموا لها إجابات، والحاجة إلى إجراء أبحاث مشتركة عن القضايا المتعددة التخصصات مثل الأخلاقيات البيولوجية، وحكم اتباع آراء الفقهاء و مواقف المجالس الشرعية. كما تطرق العرض إلى السعي لأخذ الأحكام الفقهية من الفقهاء المؤهلين والسلبيات الناتجة من عملية تعميم الفتاوى المتعددة القيود والقرائن المنتشرة على صفحات الجرائد وشبكة الإنترنت. وفي نهاية العرض، أوصى بأن يتضمن الخطاب المستقبل حول الأخلاقيات البيولوجية في أمريكا الشمالية عددا من الفقهاء المؤهلين والعلماء المختصين.
أثناء فعاليات المؤتمر، قام بعض الأطباء المسلمين بإبداء دهشتهم حول عدد القضايا المتعلقة بالأخلاقيات البيولوجية التي تناولها الفقهاء، كما أعرب العديد من الحاضرين عن رغبتهم في أن يكون للفقهاء والعلماء المسلمين المؤهلين دور فعال في المناقشات المستقبلية، وقد أكد بعض الأساتذة غير المسلمين على الحاجة إلى مشاركة أكبر لممثلي العلماء المسلمين الذين هم علي منهج الإسلام الأصيل لأنهم يمثلون صوت الإسلام الذي يلقى قبولهم.
وتعتبر هذه هي البداية لمشاركة مؤسسة طابة في الفعاليات الخاصة بالأخلاقيات البيولوجية الإسلامية سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. وقد أعرب عدد من الأطباء في المنطقة العربية عن رغبتهم في تعلم المزيد عن الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية مما سيعود بالنفع عليهم في مجال عملهم ولتلبية احتياجات المرضى بشكل أفضل.
وتعد المواضيع المتعلقة بالأخلاقيات العملية في مقدمة المبادرات البحثية لمؤسسة طابة التي من شأنها إعادة تأهيل الخطاب الإسلامي المعاصر للمساهمة في تلبية احتياجات البشرية.