عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات حلقتها النقاشية السادسة عشرة لمنتدى طابة للشباب عن موضوع “الشباب والمهارات الخضراء”، وذلك بحضور د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومشاركة مجموعة من النشطاء والمهتمين بمجال العمل الشبابي والبيئي من محافظات الجمهورية، وأدار الحوار د. يوسف ورداني رئيس مجلس أمناء مؤسسة قدرات مصر للشباب والتنمية ومساعد وزير الشباب والرياضة السابق.
أشار ورداني في بداية اللقاء إلى تزامن تنظيم الحلقة النقاشية مع الاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب في 15 يوليو، واليوم العالمي للشباب في 12 أغسطس، واتخاذ الأخير من شعار المهارات الخضراء شعارًا لعام 2023. وأوضح أن أزمة المناخ العالمية، وسعي دول العالم للتحول نحو الاقتصاد الأخضر باتت تفرض تنمية مهارات الشباب لتتماشي مع هذه التغيرات، وأن ذلك يشمل تنمية المعرفة والقدرات والقيم والمواقف اللازمة للعيش في مجتمع مستدام وفعّال من حيث الموارد وتطويره ودعمه. وأكد على أن التغيرات الحادثة في بيئة العمل أصبح تفرض واقعًا صعبًا على الشباب، فالمهارات أصبح لها تاريخ انتهاء صلاحية، والتعلُّم مدى الحياة بات شرطًا ضروريًا لتحسين قابلية الشاب والفتاة للتوظيف في المستقبل.
أشار المشاركون في بداية اللقاء إلى تداخل مفهوم المهارات الخضراء مع “مهارات المستقبل” و”مهارات الثورة الصناعية الرابعة”، و”مهارات الوظائف الخضراء”، وأن هذا التداخل يتطلب وضع تعريف دقيق لمفهوم المهارات الخضراء بحيث يركز على جانبين: الأول يتعلق باستدامة المهارات التي يكتسبها الشباب طوال فترة حياته مع ضرورة تطويرها باستمرار. والثاني يرتبط بكيفية جعل هذه المهارات متوافقة مع البيئة، وما تتطلبه من خفض للمخاطر البيئية وتحقيق الاستدامة، وذلك بما يحقق هدف جودة الحياة ويضمن المساواة وتحقيق الرفاهية لأكبر عدد من المواطنين.
وشدد الشباب على أهمية البدء بتنمية المهارات من سن مبكرة من خلال قيام الأسر برسم خريطة لتنمية مهارات أبنائهم بالتنسيق مع مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى كالمدرسة والنادي ومركز الشباب والمؤسسات الدينية، وأن تتسم هذه الخريطة بالديناميكية بحيث تستجيب للتغيرات في بيئة المهارات على المستوى العالمي وتعمل على حفز النشء والشباب على تنمية مهاراتهم وقدراتهم بصورة مستمرة. ونوه عدد منهم إلى اختلاف مستوى المهارات باختلاف الظروف الاقتصادية والاجتماعية لأسرهم مع وجود استثناءات ملحوظة، والتي تدفع بعضهم إلى الالتحاق بنُظم تعليمية دون أخرى لا تتواكب مع نوعية المهارات التي يسعون لاكتسابها، وتؤثر على معرفتهم بمدى توافر الفرص المتاحة للتدريب في مؤسسات الدولة والمجتمع.
وفيما يتعلق بالمهارات الخضراء، أشار المشاركون إلى أهمية أن تشمل هذه المهارات الجوانب المتعلقة بالمعرفة والإنتاج والاستهلاك بحيث تتسم بالترابط والتكامل، وأن تسعى إلى إيجاد الحلول البيئية البديلة، وأن يرتبط بها مجموعة سلوكيات وعادات “موفرة” يقوم بها الفرد في حياته اليومية مثل تقليل استهلاك الكهرباء والحد من استخدام المخلفات الصلبة بما يسهم في حماية البيئة والحفاظ عليها. وأكدوا على اختفاء بعض الوظائف نتيجة التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون لا سيما في صناعات الطاقة والسارات مع ظهور وظائف أخرى تحتاج إلى نوعية مهارات مختلفة ترتبط بالتفكير النقدي وحل المشكلات والمرونة المهنية.
وطالب المشاركون في نهاية اللقاء أجهزة الدولة باستمرار حملات الوعي البيئي التي تقوم بها، وبإعداد أدلة تدريبية مبسطة للتعريف بمفهوم المهارات الخضراء وكيفية تدريب النشء والشباب عليها في المراحل الدراسية المختلفة، وبمراعاة الفروق النسبية بين المحافظات عند تصميم البرامج التدريبية الخاصة ببناء قدرات الشباب وتنميتها، وبالإسراع في تنفيذ إستراتيجية بناء الإنسان المصري على كافة المستويات.
لمشاهدة المنتدى