مدخل إلى دراسة الأزمة الروحية الغربية
حسن سبايكر
ترجمة: محمد سامر الست
نحن الغربيين ليس لدى كثير منّا أدنى فكرة عن الطاقة الروحية التي عندنا بوصفنا بشرًا. والأمر ذاته يحصل لنا نحن المسلمين؛ فالدين أصبح شكلية “افعل” و”لا تفعل” وصور عبادات لا تستمد شرعيتها إلا من ذاتها، حلّت في خلفية تجربتنا اليومية النفسانيّة التي تزداد غموضًا، ونحن منشغلون بشأن “الحياة الواقعية” الأكثر أهمية وإلحاحًا إلى حدٍّ كبير؛ أي انخراط كامل في روح عصر العولمة في بداية القرن الواحد والعشرين. والآن، أولئك المسلمون السائرون على نهج الغرب قد تحوّلوا إلى أكباش فداء مستهجَنين لأزمة الحضارة الغربية. وهذا أمر مثير للغرابة والسخرية كثيرًا، في عصر مليء بأشياء تثير الغرابة والسخرية أقرب إلى السخافة، في عالَم تصرّفه وشعوره في الغالب كأنّه يعاني من اضطراب الضغط النفسي بعد الصدمة، لا سيما على نحو ظاهر في العالَم الإسلامي.
وأمام هذه التحدّيات والضغوطات غير المسبوقة، نحتاج بطريقة ما إلى أن نجد في أنفسنا قدرًا كبيرًا من الرحمة، وهذا لا يمكن أن يأتي إلا بطول أناة وعناية في البحث والتبصّر، وذلك: “أن نفهم هو أن نصفح”،
كما تقول العبارة الجميلة الفرنسية الأصل.
يجب أن نتعلّم أن نوازن بين حداثةٍ ساذجة امتثالية وتقليديةٍ عاطفية وجدانية، فنتّخذ بدل ذلك أصالةً تشعّ مشرقة بالحقائق الروحية للقرآن والدين الحق، ولكنّها مستسلمة بالكامل للسياق الذي فرضه عليها حكم الله: العالَم الحديث. ويجب أن نثق بالله حبًّا بسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم .