المرجعية الشرعية لمؤسسة طابة الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2011

شغل السادة العلماء أعضاء المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة مراتب متقدمة ضمن الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2011،في التقرير الذي أصدره باحثون ومتخصصون دوليون في المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية في عمان الأردن بالتعاون مع مركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي جامعة جورج تاون.

حيث جاء سماحة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية في المرتبة رقم 12،وسماحة العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في المرتبة رقم 20،والعلامة الدكتور عبد الله بن بيه في المرتبة رقم 31، ثم العلامة المربي الحبيب عمر بن حفيظ في المرتبة رقم 37، كما شغل الحبيب علي الجفري مؤسس ومدير عام مؤسسة طابة للأبحاث و الدراسات الإسلامية بأبوظبي المرتبة رقم 42 ضمن التقرير.

يهدف التقرير إلى التعريف بالشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم الإسلامي، حيث يقوم برصدها في مختلف مجالات السياسة والدين والإعلام،ويأتي اختيار الشخصيات الإسلامية استناداً إلى مآثرهم العلمية واستفادة الناس منهم وخدماتهم الإنسانية للمجتمعات وغيرها من المعايير التي أضيف إليها في هذا العام بند خاص بموقف الشخصيات المختارة من الثورات العربية،وقد خص التقرير المراتب الخمسين الأولى بترجمات خاصة وبيان إنجازاتهم العلمية والعملية .

روابط متعلقة:

الموقع الرسمي لتقرير 500 شخصية مسلمة الأكثر تأثيرا

المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية

موقع الدكتور البوطي

موقع الشيخ عبد الله بن بيه

مشاركة في مؤتمر: أين يلتقي الدين والسياسة والأخلاقيات البيولوجية

حضر الشيخ موسى فيربر (باحث مشارك)، المؤتمر “أين يلتقي الدين والسياسة والأخلاقيات البيولوجية ” الذي انعقد في جامعة ميتشيغان، 10 / أبريل – 11 / 4. ويعتبر هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي عقد في أمريكا الشمالية. على الرغم من أن الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية كانت محط اهتمام العلماء المسلمين منذ سبعينات القرن الماضي، إلا أنها لم تحظ باهتمام في الغرب وفي الأدبيات الإنجليزية إلا في الوقت الحالي، حيث يشتغل بالأخلاقيات البيولوجية الإسلامية أطباء ممارسون وعلماء اجتماعيون لا إلمام لهم بالشريعة الإسلامية وكثيرا ما يحملون عداء تجاه العلوم الإسلامية. وقد فتح هذا المؤتمر آفاقا جديدة من خلال مشاركة عدد من الفقهاء المسلمين بين متحدثيه. وقد حضر هذا المؤتمر أكثر من 150 شخصا أغلبهم من العاملين في المجال الطبي.

ومن بين موضوعات المؤتمر: علاقة الثقافة والمجتمع بقيم الأخلاقيات البيولوجية، وحالة الأخلاقيات البيولوجية بين الأطباء المسلمين وفي العالم الإسلامي، والأخلاقيات البيولوجية في إطار النظام الصحي، والأخلاقيات البيولوجية الإسلامية وفقاً للعلوم الإسلامية. وتشرفنا بدعوة الشيخ فيربر لتقديم نبذة عن كيفة تعامل الفقهاء مع معضلات الأخلاقيات البيولوجية ودور المجالس الشرعية. تلقى الشيخ فيربر العديد من الأسئلة حول قضايا الأخلاقيات البيولوجية أثناء عمله بدار الإفتاء المصرية، لذلك منحته هذه الدعوة فرصة التعامل مع الفقهين التقليدي والمعاصر – سواء كان نظريا أم تطبيقيا – ولكن الأهم من ذلك أن هذا المؤتمر كان بمثابة فرصة هامة لإظهار الاهتمام الإيجابي للشريعة بحرمة الحياة وحمايتها وكرامة الإنسان.

تناول العرض الذي قدمه الشيخ فيربر العلاقات بين الفقه والطب، والمنهج البحثي الأصيل الذي يتبعه الفقهاء لبحث قضايا الأخلاقيات البيولوجية، والشروط التي يجب توفرها في الشخص الذي يضطلع بمهمة إجراء أبحاث فقهية، وقضايا الأخلاقيات البيولوجية المعاصرة التي سبق أن قد تعامل معها الفقهاء وقدموا لها إجابات، والحاجة إلى إجراء أبحاث مشتركة عن القضايا المتعددة التخصصات مثل الأخلاقيات البيولوجية، وحكم اتباع آراء الفقهاء و مواقف المجالس الشرعية. كما تطرق العرض إلى السعي لأخذ الأحكام الفقهية من الفقهاء المؤهلين والسلبيات الناتجة من عملية تعميم الفتاوى المتعددة القيود والقرائن المنتشرة على صفحات الجرائد وشبكة الإنترنت. وفي نهاية العرض، أوصى بأن يتضمن الخطاب المستقبل حول الأخلاقيات البيولوجية في أمريكا الشمالية عددا من الفقهاء المؤهلين والعلماء المختصين.

أثناء فعاليات المؤتمر، قام بعض الأطباء المسلمين بإبداء دهشتهم حول عدد القضايا المتعلقة بالأخلاقيات البيولوجية التي تناولها الفقهاء، كما أعرب العديد من الحاضرين عن رغبتهم في أن يكون للفقهاء والعلماء المسلمين المؤهلين دور فعال في المناقشات المستقبلية، وقد أكد بعض الأساتذة غير المسلمين على الحاجة إلى مشاركة أكبر لممثلي العلماء المسلمين الذين هم علي منهج الإسلام الأصيل لأنهم يمثلون صوت الإسلام الذي يلقى قبولهم.

وتعتبر هذه هي البداية لمشاركة مؤسسة طابة في الفعاليات الخاصة بالأخلاقيات البيولوجية الإسلامية سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. وقد أعرب عدد من الأطباء في المنطقة العربية عن رغبتهم في تعلم المزيد عن الأخلاقيات البيولوجية الإسلامية مما سيعود بالنفع عليهم في مجال عملهم ولتلبية احتياجات المرضى بشكل أفضل.

وتعد المواضيع المتعلقة بالأخلاقيات العملية في مقدمة المبادرات البحثية لمؤسسة طابة التي من شأنها إعادة تأهيل الخطاب الإسلامي المعاصر للمساهمة في تلبية احتياجات البشرية.

 

طابة تُطلق رسميا آخر إصداراتها: ما بعد اندفاع ردة الفعل

أطلقت مؤسسة طابة رسمياً آخر إصداراتها بعنوان ” ما بعد اندفاع ردة الفعل: تعامل جديد مع أروقة الإعلام” في أبوظبي بتاريخ 3 مايو 2011. وقد حضر المؤلف السيد ناظم بكش والسيد حسن فتاح رئيس التحرير في صحيفة “ذي ناشونال” الحفل و عرضا آرائهما عن ديناميكية العمل الخاص بالإعلام الإسلامي. وقد دعيا لتقدير دور وسائل الإعلام وأشارا إلى قدرة المسلمين على تغيير الصورة إذا كانت تنقل رؤية غير صادقة عن الإسلام. كما ناقشا طرق القيام بهذا التغيير وقدما بعض النصائح المستنيرة للمضي قدما بعيداً عن ردود الأفعال.

وكان بين الحضور السيد خيري رمضان ، صحفي ومعلق إخباري بارز من مصر، والسيد سهيل ناخوذة من مؤسسة كلام للأبحاث والإعلام في دبي حيث قاما بعرض ملاحظاتهما و تأملاتهما عن وقائع الحدث.

يمكن تحميل البحث كاملاً هنا .

زيارة مولانا صبغة الله مجدّدي إلى مؤسسة طابة

قام مولانا صبغة الله مجددي، أول رئيس لأفغانستان بعد حقبة الاحتلال السوفييتي، وهو أيضاً من علماء المسلمين البارزين، بزيارة مكاتب مؤسسة طابة يوم الخميس (24/6/1432، 28/4/2011)، حيث استقبله الحبيب علي زين العابدين الجفري، المدير العام للمؤسسة، ووسيم خاشقجي، مدير الاتصالات والعلاقات الخارجية، ووليد مسعد، مدير التعليم والثقافة، وعباس شودري، مدير مشاريع مشارك. وقد كان يرافق مولانا مجددي ولده سعادة الدكتور نجيب الله مجددي، سفير أفغانستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. انخرط مولانا مجددي في سلك الجهاد ضدّ القوات السوفييتية في ثمانينيات القرن الماضي، ثمّ اختير رئيساً لأفغانستان بعد اندحار القوات السوفيتية وخروجها من البلاد، حيث تولى هذا المنصب لمدة شهرين وفق اتفاق سابق، ليتخلّى بعدها عن السلطة بمحض اختياره تجنباً للتناحر الشديد الذي نشب بين الفصائل الأفغانية المختلفة بعد انتهاء الاحتلال السوفييتي.

جرى خلال زيارة طابة بحث أوضاع المسلمين في أفغانستان، والجهود المبذولة للمصالحة وجلب الاستقرار والازدهار للبلاد.

هذا وقد جرى تعريف مولانا مجددي بأعمال مؤسسة طابة ومجالات اهتمامها.

مؤسسة طابة تشارك في قمة فاس بالمغرب، 17 مارس 2011

شارك الشيخ وليد مُسعد مدير المشاريع الثقافية والتعليمية لمؤسسة طابة في القمة المنعقدة في فاس المغربية لمدة ثلاثة أيام بعنوان “نحو حلف الوسطية”، والتي نظّمتها جمعية الطريق الوسط (Radical Middle Way) بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. ومن بين من شارك في القمة من العلماء الأجلاء، فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه والذي تحدّث عن التحديات التي تواجه العلماء المسلمين لمخاطبة مجتمعاتهم في العصر الراهن، كما تناول الحبيب عمر بن حفيظ في حديثه دور العلماء في إنشاء مجتمعات فاضلة، وتطرّق الشيخ أسامة السيد لدور الأزهر في صناعة الشخصية المسلمة في مصر. وتحدّث من جهته الشيخ مصطفى تسيريش، مفتي البوسنة عن الحاجة إلى النهوض بالجانب الروحي للمجتمعات المسلمة، وتحدّث الشيخ محمد قريب الله، شيخ الطريقة السمّانية في السودان عن أهمية الحفاظ على بيئة طبيعية، كما تحدث الشيخ عبد الحكيم مراد عن الحاجة إلى تجديد الخطاب الروحي للأقليات المسلمة في الدول الغربية. هذا وشارك في القمة علماء مغربيون بارزون من جامعة القرويين منهم الشيخ محمد بن حامد الصقلّي، الشيخ عبد العزيز القصّار والشيخ إدريس الفهري.

وترأس الشيخ وليد مُسعد جلسة بعنوان ” فهم رسالتنا” حيث تناول فيها دعائم الرسالة المحمدية التي يجتمع فيها كل المسلمون. وعلى هامش هذه القمة، قام الشيخ وليد ضمن مجموعة من العلماء بمقابلة وزير الشؤون الدينية والأوقاف المغربي، بالإضافة إلى زيارة كلية دار الحديث الحسنية والتي تم افتتاح مقرها الجديد مؤخراً في الرباط.

عباس يونس في ندوة بجامعة نيويورك في أبو ظبي

شارك عباس يونس مدير مشاريع بمؤسسة طابة في ندوة بجامعة نيويورك في أبو ظبي جمعته بخالد لطيف إمام المركز الإسلامي بالجامعة تحدّثا فيها عن أوجه الشبه والاختلاف بين الإسلام في الإمارات العربية والولايات المتحدة. وتمحور النقاش حول قضية الهوية والثقافة وفهم الدين والحاجة إلى فتح قنوات التواصل والحوار لكسر الحواجز وما يسمى “الخوف من الآخر”.
نظّمت الندوة من طرف شؤون الطلبة بالجامعة وحضرها عدد من الطلبة والموظفين ورجال الدين من مقر الجامعة في الولايات المتحدة.

مايكل ج موري عن مؤسسة جون تمبلتون في زيارة لطابة

قام الدكتور مايكل ج موري عن مؤسسة جون تمبلتون بزيارة لمقر مؤسسة طابة في أبو ظبي حيث تم استقباله من طرف مديرها العام الحبيب علي الجفري، واجتمع بعدها بمديري الإدارات والأقسام. هذا وتعرّف الدكتور موري عن كثب على رؤية وأهداف المؤسسة، كما تم إطلاعه على المشاريع المُنجزة والجارية لاسيما في مجال الأبحاث، حيث أبدى استعداده لتعزيز سبل التعاون بين المؤسستين في هذا المجال.

يشغل الدكتور مايكل ج. موري منصب نائب الرئيس في قسم الفلسفة واللاهوت في مؤسسة جون تمبلتون، وهو مسؤول عن إطلاق مشاريع الأبحاث في هذين المجالين ودراسة علاقتها وتفاعلها مع مختلف العلوم.

تم إنشاء مؤسسة تمبلتون سنة 1987 في فيلاديلفيا، الولايات المتحدة لتحفيز المشاريع الإنسانية لدعم البحوث والاكتشافات المتعلقة بالغرض من الوجود الإنساني والحقيقة الكاملة وراء ذلك.

تدعم مؤسسة تمبلتون الدراسات والأبحاث حول مواضيع متنوعة كالتطور واللانهاية وغيرها من المواضيع المعقدة والشائكة، بالإضافة إلى مواضيع عامة كالإبداع، التسامح، الحب وحرية الإرادة. وتشجّع المؤسسة على الحوار المتحضر الواعي بين العلماء والفلاسفة وعلماء اللاهوت من جهة، وبين هؤلاء الخبراء وعامة الناس من جهة أخرى لغرض توضيح الصورة لهم وتنوير بصائرهم.

آخر إصداراتنا: الفيلم التعريفي بطابة

أصدرت طابة هذا الشهر الفيلم التعريفي بالمؤسسة، “الحاجة”، و هو فيلم وثائقي قصير يعرض القضايا و الاهتمامات التي أظهرت الحاجة إلى تكوين مؤسسة طابة و ذلك من خلال مقابلات مع عدد من الشخصيات الهامة التي ساهمت في التأسيس و الإدارة أو التي ساهمت في تشكيل الرؤية و الاتجاه.

ندوة 15 قرناً من المحبة والمودة

بمسرح جامعة زايد في أبو ظبي افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد مساء الأمس الندوة العلمية التي نظمتها الجامعة بمشاركة الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف ومؤسسة طابة للدراسات الإسلامية، والتي حاضر فيها نيافة القمص إسحاق الأنبا بيشوي راعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس بأبو ظبي والحبيب علي زين العابدين الجفري مؤسس و مدير عام مؤسسة طابة للدراسات الإسلامية، وبحضور سعادة الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد وعدد كبير من رجال السلك الدبلوماسي والبرلماني وأساتذة الجامعة وأبناء الإمارات.

افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الندوة بكلمة عبّر فيها معاليه عن أهمية الندوة بعد الأحداث المؤسفة في الإسكندرية عشية عيد الميلاد، و بالتأكيد على علاقات المحبة والمودة بين المسلمين والمسيحيين، وأن المسيحيين العرب إخوة كرام يقفون صفاً واحداً لصالح الأمة، لا فرق بين مسلم ومسيحي وأن بينهم إخاء صادقاً يؤكد دوره باستمرار على أن الدين لله والوطن للجميع، تعبيراً عن اعتزازنا بما تحقق في ظل الإسلام والمسيحية من تعايش خلال 14 قرناً من الزمان ساد فيها الاحترام والتقدير لأهل الكتب السماوية.

ذكر معالي الشيخ نهيان أن هذا اللقاء يذكرنا بأننا أبناء المنطقة العربية على السواء لنا تراث مشترك يقوم على وحدة اللغة والوطن ويؤكد على حقوق الإنسان ورعاية مصالحه ، والذي استمر حياً قادراً على مواجهة كل التحديات ونبذ كل استغلال بغيض للأحداث العارضة، وأن الحضارتين الإسلامية والمسيحية كانتا في أوج ازدهارها حينما سادت مبادئ التعايش والتسامح مع الآخرين، ولا زالت قادرة على مواصلة مسيرتها في عزة وشموخ.

وأكد معالي الوزير أن هذا اللقاء تعبير قوي عن التزامنا التام بالعمل معاً من أجل صياغة مستقبلنا المشرق في وطننا الواحد ، رغم اختلاف الدين والمعتقدات في سبيل إرساء حضارة عربية يصنعها المسلمون والمسيحيون معاً، انطلاقاً من الإرث الإبراهيمي الواحد، وأن في التعدد نوعاً من الإثراء والحيوية في حياة البشر، طالما حرصوا على التعايش وسعوا إلى تحقيق كرامة الإنسان، موجهاً الأنظار إلى عدد من الأمور الحيوية الواجب التنبه إليها، والتي تقود إلى زرع الشك وزعزعة الاستقرار مع مسئولية الإعلام والمؤسسات الدينية في مواجهة التطرف، والوعي بالظروف التي تمر بها المنطقة، مشيداً بالمبادئ التي أرساها سمو الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله والتجربة الراشدة لدولة الإمارات العربية المتحدة في التعايش في عهد سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله تعالى.
هذا وقد أكد نيافة القمص إسحاق الأنبا بيشوي في بداية كلمته على أن المجتمع الذي يسوده السلام هو مجتمع مثالي محبوب، وقد نزلت الأديان السماوية لا لأجل شقاء الإنسان بل نتعاون لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، ولكي نأخذ بيد الناس إلى السعادة في حياتهم وبعد مماتهم.

وأكد على أن محطات التآخي متعددة ونقاط التلاقي كثيرة، فحياة المحبة جمعت بيننا طوال 15 قرناً من الزمان، ونحن نضرب في الشرق الأوسط مثالاً للناس في التعايش السلمي، وأن المسيحيين وقفوا ضد الغزاة من الغرب، ورفضوا عروض الحماية من الخارج في التاريخ القديم والحديث، مستعرضاً عدداً من الشواهد والنماذج التاريخية لمواقف الأقباط الوطنية، ابتداء من استقرار أسس التآخي بين مسلمي مصر وأقباطها منذ الفتح الإسلامي لمصر وقدوم عمرو بن العاص.

وذكر نيافته أننا اليوم أحوج الناس إلى التآخي والتعاون والتواد، ونحتاج إلى الاحترام المتبادل، وأن أحد قيم الإسلام المهمة هي عدم الإكراه في الدين، مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية الدالة على قبول التعددية وعدم الإكراه، مشيراًُ إلى أن المسيحية جعلت المحبة هي الوصية الأولى، متمنياً في نهاية كلمته للإمارات الحبيبة قيادة وشعباً دوام وحدتها واستقرارها وهدوئها ورخائها.

ابتدأ الحبيب علي زين العابدين كلمته بالإشارة إلى أن عنوان هذه الندوة كان من اختيار نيافة القمص بعد التواصل واقتراح عقد لقاء مشترك رداً على الأحداث الأليمة عشية عيد الميلاد، وأن أهمية الندوة العلمية تأتي من طبيعة المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة والعالم أجمع، وأن هناك تغييرات كبيرة ومتسارعة على كل الأصعدة تطرح تحديات غير مسبوقة، وتحتاج إلى تجديد الخطاب الديني الأصيل من الطرفين في مواجهة الخطاب المتطرف الذي وصفه بالمتنطع و الذي يحاول جعل الاختلاف الطبيعي والمقصود في العقائد مرتكزاً للصراعات في العالم.

أكد الحبيب علي الجفري في كلمته على قوة أواصر الصلة و العلاقة بين المسلمين والمسيحيين من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والتي تنهى عن الإكراه في الدين أو الإضرار بأهل الذمة، وأن من قتل قتيلاً منهم لم يجد ريح الجنة، مثلما أشار فضيلته إلى وصية الرسول عليه الصلاة والسلام بأهل مصر خاصة لأن لهم نسباً وصهراً، موضحاً بالشواهد التاريخية مدى قوة الصلة بين الأقباط والمسلمين منذ فتح مصر وإلى اليوم، والتي تمثلت في أصدق صورها في اجتماع عنصري الأمة عقب أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية، ومشاركة كل مصر – قيادة وشعباً – الأقباط في احتفالاتهم بعيد الميلاد.

هذا وقد استشهد الحبيب الجفري بموقف الشيخ إبراهيم الباجوري شيخ الجامع الأزهر ورفضه الانصياع لرغبة عباس حلمي حاكم مصر وقتئذ في طرد الأقباط إلى السودان قائلاُ: إن النصارى من أهل البلاد وأصحابها، ومن ناحية الدين فهم في ذمة الإسلام إلى اليوم الآخر، ولا يجوز إلحاق أدنى الأذى بهم”، وأن الذي نقل هذه القصة ميخائيل شاروبيم في كتابه عن تاريخ مصر، الأمر الذي لاقى استحسان الحضور .

أكد فضيلته بشيء من التفصيل على أن مواقف الأزهر المتوازنة تكون لها تلك الثمرات في فهم طبيعة المرحلة وحقيقة العلاقة، والتي تمثلت في الأحداث الأخيرة بمواقف السادة أصحاب الفضيلة شيخ الجامع الأزهر ومفتي الديار المصرية ووزير الأوقاف، وأن على كل من الطرف المسلم والطرف المسيحي مسؤولية مشتركة وملحة في إيقاف التطرف المتنطع من الجانبين، ذلك التنطع الذي لا يدرك لا حقيقة العلاقة ولا طبيعة المرحلة، مشيراً في نهاية كلمته المختصرة لضيق الوقت إلى ضرورة تفعيل مبادرة كلمة سواء التي آتت أكلها في العلاقة مع مسيحيي الغرب وعقدت لها كثير من المحافل في الجامعات الأوروبية والأمريكية، وقد آن أوان تفعيلها من باب أولى وعاجل في العلاقة بين المسلمين ومسيحي المشرق.

هذا وقد شارك في الحوار و النقاش عدد كبير من السلك الدبلوماسي، وقدمت الدكتورة زينب رضوان وكيل مجلس الشعب المصري كلمة الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري مرفقة بتقرير عن الأحداث المؤسفة، كما شاركت في النقاش الدكتورة نور حياتي السقاف نائبة رئيس البرلمان الإندونيسي والتي أعربت عن سعادتها بالحضور في هذه الندوة.

استمع لوقائع الندوة كاملة

جريدة الخليج الإماراتية