الوجدان المصري في شهر رمضان

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات فعاليات الحلقة النقاشية رقم 33 من صالون طابة الثقافي تحت عنوان “الوجدان المصري في شهر رمضان” بحضور عدد من المتخصصين في العلوم الاجتماعية والإنسانية والمنشدين، فجمع الصالون بين النقاش الفكري والمثال الحي بالانشاد والابتهالات الدينية. فبإدارة د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وبحضور الدكتور محمد سعيد ادريس استاذ العلوم  السياسية،  د. حسن حافظ المتخصص في التاريخ المصرية، د. ابو بكر الدسوقي مستشار السياسة الدولية بجريدة الاهرام، د. مريم وحيد مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة، د. كريم حسين أستاذ العلاقات الدولية، والمنشدين عمر مسعد وباسم جمال من فرقة الحضرة المصرية، والصحفي المصري الاستاذ سيد الخمار ومجموعة من الشباب الدارسين في الجامعات المصرية.

 

افتتح الصالون د. ايمن بتأكيدا على ما للمكونات القيمية والثقافية والأخلاقية أهمية كبيرة في بناء الحضارات وانهيارها، ولطالما عبر الوجدان المصري عن خصوصية تميز روح ومضمون الشخصية المصرية، فربطت الإنسان المصري منذ أقدم الحضارات الإنسانية بأرضه ووطنه أمته ودولته. وشارك الحضور التأكيد على مظاهر الاحتفال في وجدان المصريين على مدى التاريخ التي تكون شاهدة على عنصر الوجدان في الأديان السماوية المختلفة في حياة المصريين،  وهو ما يتحلى بوضوح ليس فقط في تشابه المظاهر وانما في الاشتراك بعض المسيحيين إلى السماع إلى الابتهالات الدينية والقصائد المتعلقة بالحب الإلهي.

 

ومن الجانب الفني، أكد الحضور على الزيادة الكبيرة في الأعمال الفنية في شهر رمضان نظرا لما يتسم به الشهر من طغيان للوجدان المصري، هذا الوجدان كما عبر الحضور يتسم بخصوصية المجتمع المصري، وما يستم به من سمات تفاعلت عوامل مختلفة في ترسيخها سواء البعد الديني أو التاريخي أو الجغرافي. كما أن هذا البعد بدأ يأخذ طابع متنامية بتنامي فرق الابتهالات المجددة للتراث المصري والمدرسة المصرية في الابتهالات باحياء الوارث من مستوى القصائد العربية الفصحى إلى الزي الذي يساعد على استحضار لحظة حضارية معينة.

في مقابل ذلك طرح بعض الحضور تحديات الوجدان المصري،  مما يعترض طرق المساجد والشعارات الدينية من جفاء وتفريغ للشعائر من معناها بسبب تحديات سياقية في غاية الخطورة، وقد تشارك  الحضور في رصد هذه التحديات سواء من طبيعة الانخلاع الزمني فيتم تفريغ قداسة الشهر بمنتجات الثقافة والفلسفة الحداثية وما بعد الحداثية. فيولد لدى الشخصية المصرية حالة من انفصام الشخصية، وطرح رؤى وتصورات لحل هذه الإشكالية في تثبيت اللحظة الراهنة والفلسفة الكامنة وراء شهر رمضان بما يعنيه من إعادة ترتيب العناصر الداخلية للإنسان والحفاظ على توازنه.

 

واختتم اللقاء بالتنويه على أن الوجدان المصري مستهدف، وبرغم التحديات الكبيرة التي تعترض الوجدان المصري، إلا أن هناك مساحات كبيرة للحركة والتوصل إلى حلول ناجعه تساهم في الحفاظ على التراث والخصوصية المصرية، سواء على المستوى الفردي والمبادرات التي تبدأ من المستوى الأسري، أو الدور المجتمعي وما يستطيع المجتمع بمؤسساته القيام بها.

منتدى طابة للشباب” رؤى الشباب لقضية التنوع الثقافي”،

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات مساء يوم الأحد ٣ مارس، الحلقة التاسعة عشر من منتدى طابة للشباب بعنوان” رؤى الشباب لقضية التنوع الثقافي”، وتنبع أهمية الموضوع من ازدياد النقاش العالمي حول كيفية الموازنة بين اعتبارات التماسك الوطني وبين ضرورة الوفاء بحق الانسان في الحصول على ملجأ آمن له من عواقب الازمات والصراعات الداخلية التي قد تشهدها الدول التي يعيش بها، ومن استضافة مصر نحو ٩ مليون مقيم على أراضيها من بينهم نصف مليون لاجيء وفقا لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في يناير ٢٠٢٤ نتيجة للأزمات والصراعات في سوريا وليبيا واليمن والسودان بخلاف بعض الدول الافريقية الاخرى.

 

وقد بدأ الصالون بطرح أسئلة تستعرض رؤى الشباب المختلفة لمفهوم التنوع الثقافي والمفاهيم الفرعية المرتبطة به. بين مفاهيم الاختلاف والتعبير عن مظاهر الحياة بصور متنوعة، وركز آخرون في تعريف الثقافة بأنها مجموعة القيم والمبادئ الحاكمة لحياة الإنسان. وقد ناقش المنتدى كذلك تنوع الرؤى لتلك القيم والمبادئ بين عالمية مجموعة من القيم المجردة وبين خصوصية بعض القيم التي تتميز بها بعض الشعوب عن غيرها مع الاحتفاظ بالحق في احترام هذه القيم.

كما ناقش المنتدى مظاهر التنوع الثقافي التي تظهر في المجتمع المصري، وإلى أي مدى يتم التعامل معها بطريقة صحيحة من خلال طرح وجهات نظر الثقافات المختلفة التي تحتضنها بمصر باحتضان مواطنين من دول أخرى. فعلى سبيل المثال كيف يتعامل المصريون مع الوافدين من سوريا والسودان، وبالأحرى كيف يتعامل المصريون في القاهرة مع المواطنين من محافظات أخرى. فالاختلافات الثقافية تميز حتى بين المحافظات المختلفة داخل مصر، وقد سببت في كثير من الأحيان محل للسخرية والرفض وليس القبول.

 

رأى بعض الحضور أن وسائل التقنيات الحديثة قد لعبت دوراً كبيراً في ترسيخ ثقافة السخرية من الآخرين، وأصلت لنوع جديد من الصوابية، فأطلقت سمة البخل على بعض المحافظات وسمة التعنت على غيرها، وتم تناول اللهجات كمحط للسخرية حتى أدى بالطلبة الجامعيين في حالات كثيرة الخوف من التحدث بلهجاتهم الأصلية لئلا يتم السخرية منهم.

 

واختتم الصالون بعرض الحضور لتصوراتهم حول المبادرات الشبابية والمجتمعية الممكن القيام بها من أجل ترسيخ التنوع الثقافي، فتم اقتراح التناول الفني بأن يلعب الفن بمعناه التقليدي أو بوسائل الاتصال الحديثة دوره في بيان أهمية التنوع الثقافي وحاجة المجتمع له، وتفعيل دور المجتمع المدني في لعب دور بوتقة الصهر الذي يؤهل الشباب والمواطنين ثقافيا على التنوع وفي الوقت نفسه يساعد على دمج وصهر المجتمع المتنوع المستوعب لكل الثقافات  ككتلة واحدة متماسكة.

صالون طابة الثقافي: المنظور الأخلاقي للعلاقات الدولية

عقدت مؤسسة طابة صالونها الثقافي رقم ٣٢ مساء يوم الاثنين ٢٦ فبراير ٢٠٢٤، بعنوان “المنظور الأخلاقي للعلاقات الدولية” ففي الوقت الذي ساد فيه مناخ فكري اتسم بالجدل نتيجة للممارسات التي أرست قواعد الشك، في إمكانية تحقيق الأهداف في ظل التمسك بأي قيم أخلاقية، بدعوى تناقضها مع قانون القوة الحاكم للعلاقات الدولية. بحضور عدد من الخبراء والباحثين المتخصصين في العلاقات الدولية والفلسفة  لمحاولة الانتقال من وصف وتفسير التناقضات الحاصلة على مستوى النموذج المعرفي الغربي إلى استشراف نموذج بديل للعلاقات الدولية يحفظ المصالح الدولية ويتسق مع المنظومة الأخلاقية للدول العربية والإسلامية. أدار اللقاء د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وبحضور د. يوسف الورداني مساعد وزير الشباب الأسبق ود.عمرو عبدالمنعم أستاذ التاريخ والمتخصص في الحركات الإسلامية ومن شباب الباحثين في العلوم الاجتماعية حضر كلا من نوران مدحت وأحمد عبدالجليل

محاضرة إمكان المعجزات والخوارق

عقدت مبادرة سؤال يوم الأربعاء الموافق ٣١ يناير 2024 محاضرة عامة بعنوان: “إمكان المعجزات والخوارق، وفلسفة العلوم التجريبية” لفضيلة الشيخ سعيد فودة.

تطرق اللقاء لتعريف كلا من المعجزة والقانون الطبيعي، والجواب على أشهر شبهات نفي المعجزات مثل إشكالات ديفيد هيوم وسبينوزا، كما دارت مناقشات وأسئلة متعددة بين الحضور في مقر المؤسسة وكذلك المشاركين عن بعد عبر تطبيق زووم، وبين الشيخ سعيد عن تعريف السحر والفرق بينه وبين المعجزة ونسبة كتاب السر المكتوم للإمام والرازي وعن إمكان حصول العلم بالتواتر، ووجوه إعجاز القرآن الكريم، ومعنى الصرفة، ومفهوم المعجزة عند الفلاسفة وغيرها من القضايا.

حضر اللقاء عدد من الباحثين والأطباء والشباب

لمشاهدة المحاضرة

تدريب المداخل الشرعية لدراسة العلوم الاجتماعية

شرعت مؤسسة طابة للدراسات والاستشارات يوم الاثنين   ٢٩ يناير ٢٠٢٤ برنامجها التدريبي بعنوان “المداخل الشرعية لدراسة العلوم الاجتماعية” لمجموعة من طلبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. وترجع أهمية  التدريب في كونه يطرح رؤى بديلة في غاية الأهمية لدراسة الظواهر الاجتماعية بما يؤدي إلى فهم ومعالجات أفضل الإشكاليات الإجتماعية.

وقد بدأ البرنامج  التدريبي بمحاضرتين تستعرض الحاجة إلى تلك المداخل، فافتتح البرامج بمحاضرة الدكتور أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بمحاضرة عن المجتمع المدني في دول العالم الثالث والاشكاليات التي تعترض قيام المجتمع المدني بدوره. واستكمل اليوم التدريبي الأستاذة أمل مختار الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بمحاضرتها عن التطرف والتطرف العنيف.  التي استعرضت فيها أسباب التطرف وسبل مواجهته.

 

واختتم اليوم التدريبي بتطبيق عملي من المتدربين، يقومون فيها بالتشارك في مجموعات بحثية يطبقون فيها الأطر النظرية التي تم شرحها لهم، على اشكاليات بحثية واقعية بما يحقق الاستفادة الكاملة  من التدريب

حلقة نقاشية “فلسفة وأحكام الجهاد”

قامت مبادرة سند بعقد جلسة نقاشية مغلقة بعنوان “فلسفة وأحكام الجهاد” وذلك يوم الأربعاء الموافق 3 يناير الساعة 1 ظهراً.ففي ظل الأوضاع الراهنة الحاصلة في غزة وفلسطين وما نشاهده من مقاومة مسلحة على أيدي حماس، تحضرنا مفارقة بين أعمال العنف الذي قامت به حماس وأنصار بيت المقدس في مصر على سبيل المثال من بعد 2014 وبين المقاومة التي تحصل اليوم. ولهذا وجب علينا كمبادرة أن نقوم بالجهد التأصيلي المطلوب للتفرقة بين هذا وذاك على أسس شرعية. والإجابة على المحور والأسئلة الأتية:

1- ما هي أحكام الجهاد في كتب الفقه؟ وهل هناك فرق كبير بين المذاهب في هذا الباب؟
2- جهاد الطلب، ما معناه وأين حدوده؟
3- ما هي فلسفة الجهاد؟
4- هل في ظل الجهاد على معتدي كالعدو الصهيوني يوجد ضوابط؟ شارك في الإجابة على هذه الاسئلة عدد من المتخصصين في العلوم الشرعية والاجتماعية، فأدار الحوار الشيخ عبد الله الجفري الباحث في

 

مؤسسة طابة بحضور الدكتور أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، والأستاذة أمل مختار الخبيرة في التطرف والارهاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، محمد فوزي الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، الشيخ عمر الخطيب، والاستاذ الحسن البخاري، والأستاذة كوثر الباحثة بمؤسسة طابة وأخيراً الاستاذ عقيل مظهر مدير فعالية سند.

 

 

دورة تدريبية بعنوان: (أخلاقيات مهنة الطب)

عقدت مبادرة تزكية وعمارة، إحدى مبادرات مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، دورة تدريبية بعنوان: (أخلاقيات مهنة الطب)، قدمها الدكتور / هشام عبد العزيز عمر ، وذلك يوم الخميس 15 جمادى الثاني 1445هـ، الموافق 28 ديسمبر 2024م، بمقر مؤسسة طابة في القاهرة المقطم..

وتناولت الدروة الحديث عن عددٍ من العناصر المهمة، حيث بدأ المحاضر كلامه عن بعض المحاور الخاصة بمهنة الطب، وأهمها تاريخ الطب وتناول حديثه عن بدايات اكتشاف علم الطب وأنها بدأت من قبل الميلاد بألآف السنين، وأيضاً تطرق إلى أنه هل الطب علم تجريبي أم علم روحاني ودار الحديث عن علاقة الدين بالطب، وعلاقة الطب بالسحر والشعوذة.

ثم تطرق المحاضر إلى الكلام عن المقصد من دراسة الطب والعمل به وهي حفظ البدن والنفس وأنهما من المهام الكبرى في الحياة الدنيا، ومن ثم تطرق لما تم تدوينه من أخلاقيات العلاقة بين الطبيب والمريض وما يترتب عليها من آثار من الأجر والضرر، ومن ثم تم ذكر عدد كبير من علماء الطب والتعريف بهم من تاريخ ما قبل الميلاد وبعد الميلاد ومن ثم علماء المسلمين من العرب وغيرهم ممن كانت لهم أيادي بيضاء على هذه المهنة.

وفي ختام الدورة أشار الدكتور المحاضر إلى أن مهنة الطب منهة مكلفة ومهمة صعبة تحتاج خطوات أكبر من قبل المنظمات والدول والأطباء والطلبة للنهضة في هذا الجانب وربطه بالجانب الإنساني والمنظور القيمي الأخلاقي.

#أخلاقيات_مهنة_الطب

#تزكية_وعمارة_tazkiyah

 

لمشاهدة التدريب

منتدى طابة للشباب: الصحة النفسية للشباب في عالم متغير

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات الحلقة النقاشية الثامنة عشرة من منتدى الشباب تحت عنوان “الصحة النفسية للشباب في عالم متغير”، وذلك بحضور د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومشاركة مجموعة من مدربي الصحة النفسية وطلاب الجامعات، وإدارة الدكتور يوسف ورداني مدير مركز تواصل مصر لدراسات وبحوث الشباب.

أكد ورداني في بداية الحلقة على أهمية دراسة موضوع الصحة النفسية وارتباطه بالفئات الاجتماعية المختلفة لاسيما في ظل التحديات الداخلية التي تواجهها الدولة، والظروف المعقدة على المستوى الإقليمي، وحالة السيولة وعدم اليقين على المستوى العالمى مشيرًا إلى أن فئة الشباب هى الأكثر قلقًا بحكم سمات شريحتهم العمرية التي تمتاز بالحماس والاستقلالية والتمرد والقلق على المستقبل والسعى المستمر للبحث عن دور، وأن أجهزة الدولة المصرية انتبهت إلى أهمية هذه القضية، فكثفت من جهودها لدمج الشباب في كافة مناحي الحياة.

وقد فرق المشاركون في الحلقة بين مفهوم الصحة النفسية والمرض النفسي مشيرين إلى أن الأول حالة عامة ترتبط بكون الشاب سويًا في مجتمعه وتفاعلاته مع المجتمع المحيط بينما يعبر الثاني عن اختلالات حادة في المشاعر والسلوك لا يجوز تشخيصها إلا بواسطة طبيب، وذلك بما يشمل أمراض مثل اضطرابات القلق والاكئتاب والتوحد وانفصام الشخصية. وأعربوا عن وجود مجموعة من العوامل المتداخلة التي تؤثر على حالتهم النفسية أبرزها على المستوى الشخصي: العلاقة مع أسرهم والصراع بين الطريق الذي يرون أنه يحقق ذواتهم وبين المسار التي تدفعهم أسرهم للسير فيه، والبحث عن فرصة عمل لائقة بعد التخرج، والاختيار الصحيح لشريك الحياة، ومدى احساسهم بآدميتهم في المجتمع. وعلى المستوى العام: التغيرات التي حدثت في مصر بعد عام 2011 والتي شكل بعضها امتدادًا للفترة السابقة عليها خاصة ما يرتبط منها بتكريس تعددية أنماط التعليم، ووجود اختلالات في منظومة القيم، وتراجع دور العادات والتقاليد كإطار منظم للتفاعلات للاجتماعية، وغلبة التدين الشكلي على التدين الحقيقي، وعدم ملائمة جانب كبير من الخطاب الديني السائد لنوعية المشاكل والمستجدات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.

وأوضح المشاركون أن هذه العوامل تتداخل مع التغيرات في البيئة العالمية من حولهم، والتي باتت تعطي الأولوية لقيم النزعة الفردية، والاستهلاك المادي، والعلمانية المفرطة، والتحرر من فكرة الأرض وحب الوطن لصالح فكرة العولمة والحدود المفتوحة بين الدول والأشخاص، وتحاول أن تفرض أنماطًا بديلة للسلوك الإنساني مثل المثلية الجنسية والارتباط خارج إطار الأسرة والإلحاد وغيرها من القيم التي تتعارض مع قيم المجتمع المصري.

وقد أوصى المشاركون بأهمية النظرة الشاملة لموضوع الصحة النفسية للشباب لا باعتبارها قضية ترفية بل باعتبارها قضية حاكمة في تفاعلات الشباب مع بعضهم البعض ومع المجتمع المحيط من حولهم.

فعلى مستوى الفرد، أكد الشباب على أهمية التصالح الذاتي مع الذات، وإعطاء الأولوية لثقافة الرضا والحمد، والموازنة بين اعتبارات القضاء والقدر والتخطيط الجاد للمستقبل، وعدم الانجرار وراء ثقافة المنافسة المقيتة في بيئة الحياة والعمل. وكذلك عدم النظر إلى المرض النفسي على أنه وصمة اجتماعية تطارد أصحابها. وشدد بعض المشاركين على أهمية قيام الشباب والفتيات بدراسة التاريخ وشخوصه، والاستفادة من خبرات الدول الأسيوية الناجحة والتي لا تبالغ في تعظيم دور “الفرد البطل”، وتؤكد على أهمية العمل الجماعي المستدام، والذي لا يقتصر فقط على أوقات الخطر والمحن.

وعلى مستوى مؤسسات التنشئة، طالب المشاركون هذه المؤسسات بإدراك اختلاف الأولويات والقيم بين فئات الشباب المختلفة بحكم تباين ظروف التنشئة والتجارب الخاصة التي مروا بها، وإدراج الأبعاد المختلفة لموضوع الصحة النفسية في المناهج الدراسية، وتخصيص أيام توعوية بأهمية هذه القضية في المدارس والجامعات، وتكثيف البرامج التي تنفذها الوزارات ومؤسسات المجتمع المدني لتوعية الأسر بكيفية التعامل الإيجابي مع النشء والمراهقين، وعدم تركهم فريسة لوسائل التواصل الحديثة التي تسهم في زيادة انعزالهم وإصابتهم بالأمراض النفسية بدءًا من سن الطفولة المبكرة. وشدد المشاركون على أهمية تطوير آليات عمل المؤسسات الدينية خاصة في التفاعل مع الأجيال الأصغر سنًا، وذلك على أساس كون الدين إطارًا استيعابيًا متكاملًا يساعد الإنسان على تقبل ذاته والآخرين، ويمنحهم القدرة على اجتياز كافة المتناقضات الذين يواجهونها في الحياة.

وعلى مستوى مؤسسات الدولة، رأى المشاركون أن الصحة النفسية للشباب سوف تتحقق بالإعمال الكامل لدولة القانون، وتطبيق معايير الجدارة والكفاءة في كافة القطاعات، وبوجود حكومة مستجيبة لتطلعات واحتياجات المواطنين، وتوفير فرص عمل لائقة للشباب والفتيات، وإعادة إنتاج دور العلم بحيث يقدم حلول فعلية لمشاكل الواقع وتحدياته، وذلك كله في إطار من قيم الحرية والديمقراطية والمواطنة الفعالة، ودراسة المجتمع المصري والوقوف على عمق التغيرات الاجتماعية والثقافية التي أصابته

 

لمشاهدة الفعالية

حلقة نقاشية بعنوان (ما هي الأسباب الرئيسية لصعود التيارات المتطرفة باسم الإسلام في دولنا العربية؟)

عقدت مبادرة سند حلقة نقاشية بعنوان (ما هي الأسباب الرئيسية لصعود التيارات المتطرفة باسم الإسلام في دولنا العربية؟) مساء يوم الأربعاء ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣، أدارات الحلقة وقدمت لها الأستاذة أمل مختار الخبيرة في شئون التطرف والإرهاب في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بتناولها لأبعاد تأثير الأحداث الحالية في فلسطين على مجتماعتنا العربية والإسلامية.  وتناولت الندوة في ذلك الإطار عدد من المحاور شارك فيها الحضور.

فتناول الدكتور أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية  إشكالية تحرير المصطلحات وتحديد الخط الفاصل بين الارهاب والمقاومة.

وتناول الدكتور طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى، تداعيات ترسيخ مفهوم القوة سلبًا وايجابًا، كما تناول دور الإعلام في عرض قضايا التطرف وأهميته لمواجهة هذا الفكر أو الترويج إليه.

بينما تناول د. حمادة شعبان تأثير المظلوميات المترتبة على الصراعات السياسية العنيفة الممتدة على التطرف والإرهاب، بالتطبيق على الحالة العراقية موضحاً خصوصيتها وكيف آلت إلى الفوضى من الاستقرار.

وبين الأستاذ حسن البخاري في تعليقه الفارق بين خطاب الجماعات الإرهابية وخطاب الأزهر وشيخه الاستاذ الدكتور أحمد الطيب. مؤكداً على دور الإعلام في ملء المساحة التي يستغلها الجماعات الإرهابية.

وتناول الشيخ مصطفى ثابت مدير مبادرة سؤال بمؤسسة طابة علاقة فلسفة ما بعد الحداثة الحاكمة للدول والتطرف الديني.وكيف يمكن النظر إلى الصراع في غزة على أنها معركة القيم الكبرى.

وبدوره وضح د. حسن حافظ أستاذ التاريخ الإسلامي، رد الفعل الشعبي والجماهيري تجاه الصراع. وكيف يتعامل الشباب المصري مع كل ما هو امريكي بناء على الخبرات التاريخية المشابهه.

ووضح الأستاذ محمد سامي الباحث بمؤسسة طابة موقف الغرب وبخاصة بريطانيا تجاه الأحداث في غزة. بين مؤيد ومعارض. مستعرضًا من تلك الحالة إشكالية بناء الموقف على التعاطف الذي سيزول بمجرد نسيان الحدث.

وأخيرا أضاف الباحث المساعد أحمد رأفت، تحليل تأثير العدوان الإسرائيلي على الجماعات الإرهابية، من خلال تحليل مضمون بيانات التنظيمات الإرهابية عن غزة

مطوية أصول أمراض القلوب وكيفية مداوتها

مطوية أصول أمراض القلوب وكيفية مداوتها

يقول الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89]

حتى يحصل الإنسان على القلب السليم، ويعيش به في هذه الحياة الدنيا ويلقى الله به في الحياة الآخرة لا بد له من معرفة الصفات والأخلاق التي تضره وتصيبه بالأذى والمرض، وإذا وجد في قلبه شيئ من هذه الأمراض أسرع في علاجها ومداوتها فإن أمراض القلب أخطر من أمراض الجسد لأنها تفتك بباطن الإنسان وظاهره يقول النبي ﷺ «إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».