منتدى شباب طابة “رؤية الشباب لقضية النوع الاجتماعي”

منتدى شباب طابة

“رؤية الشباب لقضية النوع الاجتماعي”

ـ  وضع قانون متوازن للأحوال الشخصية خطوة من شأنها تعزيز دور الأسرة في المجتمع

 

عقدت مؤسسة طابا للأبحاث والاستشارات الحلقة النقاشية السابعة عشرة من منتدى الحوار بين الشباب تحت عنوان “رؤية الشباب لقضية النوع الاجتماعي”، وذلك بحضور د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومشاركة مجموعة من النشطاء وممثلي الجمعيات الأهلية المهتمين بتمكين المرأة من المحافظات، وإدارة الدكتور يوسف ورداني رئيس مجلس أمناء مؤسسة قدرات مصر للشباب والتنمية ومساعد وزيري الشباب والرياضة السابق.

أكد الدكتور يوسف ورداني في بداية الحلقة على الدور البارز الذي توليه الدولة المصرية لقضية النوع الاجتماعي بعد ثورة 30 يونيو 2013، وعلى حرص القيادة السياسية على تمكين الفتاة والمرأة في كافة المجالات، وخاصة فيما يتعلق بتخصيص عام 2017 عامًا للمرأة المصرية، ودفع المرأة لتولي المناصب التنفيذية لتبلغ نسبة الوزيرات 19 بالمئة في مجلس الوزراء، ويبلغ عدد نائبات المحافظ 31% من إجمالي عدد نواب المحافظين، وذلك بالإضافة إلى وجود 164 امرأة في مجلس النواب بنسبة 27 بالمئة، وتولي سيدة للمرة الأولي مناصب وكيل مجلس الشيوخ ونائب رئيس المحكمة الدستورية ونائب أول محافظ البنك المركزي وشيخ البلد في عام 2019، وذلك فضلًا عن تبني حزمة متكاملة من التشريعات الصديقة للمرأة خاصة في مجال مكافحة التحرش وتغليط عقوبة ختان الإناث وإقرار قانون تجريم الزواج المبكر للفتيات.

وأضاف أن قضية النوع الاجتماعي لا تقتصر على زيادة نسب تمكين المرأة في المناصب التنفيذية والتشريعية والقضائية، بل تمتد لوضع تنظيم أفضل للعلاقة بين المرأة والرجل في المجتمع خاصة في ظل ما تواجهه الأسرة المصرية من تحديات في الفترة الأخيرة مشيرًا إلى تزامن تنظيم الحلقة النقاشية مع حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة خلال الفترة من 25 نوفمبر -10 ديسمبر، ومع إطلاق الحكومة للنسخة المحدثة من الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة في نوفمبر 2023.

وانطلاقًا من ذلك، أكد المشاركون في بداية الحلقة على أهمية النظرة الأوسع لقضية النوع الاجتماعي بحيث تشمل الأدوار المختلفة بين الرجل والمرأة دون تركيز مبالغ فيه على طرف دون الآخر، وأن هذه الأدوار تعمل في سياق ثقافي واجتماعي وجغرافي متمايز بين الثقافات والطبقات والمحافظات، وداخل كل منها على حدة مشيرين إلى أهمية تغليب عنصري الجدارة والتميز كمعيار حاكم عند توزيع الأدوار الاجتماعية مع مراعاة أن تكون آليات التمييز الإيجابي مؤقتة حتى تحصل المرأة على مكانتها المستحقة في المجتمع، ويحظى دورها باعتراف مجتمعي واضح.

وأشار المشاركون إلى أهمية أن تبدأ التوعية بهذه الأدوار من سن الطفولة المبكرة، وأن تقوم مؤسسات التنشئة ووسائل الإعلام بدورها في التصدي لأنماط القولبة المعتادة التي تحصر كل من المرأة والرجل في أدوار تقليدية وسلوكيات معينة متعارف عليها، وفي إبراز القيمة المضافة لكل منهم في المجتمع، وكذلك في التصدي للضغوط النفسية التي يواجهها الطرفان في الحياة اليومية، والتي تزيد عند المرأة بفعل تعدد الأدوار وضيق الوقت لممارستها وشيوع ثقافة ذكورية لدى بعض الرجال في تربية أولادهم وبناتهم. ونوه عدد من العاملين في قطاع الخدمة الاجتماعية إلى أهمية التفرقة وعدم الخلط بين مفهومي رعاية الأبناء وتربيتهم، وإلى محورية دور تطوير الخطاب الديني في هذا الشأن، وأهمية الوصول إلى قانون متوازن للأحوا الشخصية، وقانون موحد للعنف ضد المرأة أسوة بدول عربية أخرى.

وشدد المشاركون على ضرورة البناء على الطرق الحديثة في مجال تدريب الشباب والفتيات خاصة من حيث استخدام الرياضة والفن والألعاب كأدوات مساعدة، وعلى أهمية أن تقترن حملات التوعية في القرى والنجوع بخدمات ملموسة تقدم للمرأة بحيث يمكن تشجيعها على المشاركة، وبحيث تقوم بها فتيات/ سيدات مؤهلات من نفس الخلفية الثقافية والاجتماعية في البداية من أجل طمأنة الفئات المترددة منهن، وأن تكتسب طابع الاستمرارية والدوام وعدم الموسمية.

وفي ختام اللقاء، استعرض المشاركون فكرة المساحات الآمنة للفتيات والمرأة، وطالبوا بزيادتها وتعميمها في المؤسسات والهيئات العاملة مع الشباب، وفي مجال الفضاء الالكتروني، وذلك على أن تولي جزء من أنشطتها وبرامجها لقضية التمكين النفسي للمرأة باعتبارها من القضايا حديثة العهد في مصر.

 

لمشاهدة المنتدى