منتدى طابة للشباب: مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي تحولت إلى حياة اجتماعية بديلة عند غالبية النشء والشباب

منتدى طابة للشباب: مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي تحولت إلى حياة اجتماعية بديلة عند غالبية النشء والشباب

عقدت مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات حلقتها النقاشية الـ 14 لمنتدى طابة للشباب في موضوع “الشباب وتطبيقات التواصل الاجتماعي: الاهتمامات والتفضيلات”، وذلك بحضور د. أيمن عبد الوهاب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومشاركة مجموعة من النشطاء على موقع تواصل الاجنماعي وممثلي شركات الدعاية والتسويق الرقمي على الانترنت، وأدار الحوار د. يوسف ورداني رئيس مجلس أمناء مؤسسة قدرات مصر للشباب والتنمية.

أكد ورداني في بداية اللقاء على تحول مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي لأداة رئيسية في حياة الشباب المصري، وتباين تأثيراتها حسب نوعية استخدامهم لها وعدد الساعات التي يقضونها عليها مشيرًا إلى أهمية إجراء دراسات تفصيلية تقيس التغيرات الحادثة في قيم الشباب واتجاهاتهم من واقع ازدياد استخدامهم لهذه المواقع لاسيما النشء والشرائح العمرية الأقل، وعلى ضرورة وجود تحليل شامل لاستخدام هذه المواقع بالاعتماد على مؤشرات النوع والعمر والوظيفة والتوزيع الجغرافي وأسباب الاستخدام وطبيعته.

أوضح المشاركون أن أكثر المواقع والتطبيقات التي يقبلون على استخدامها هى الفيس بوك والانستجرام والتيك توك والواتس آب مقارنة بتويتر وكلوب هاوس اللذان يقبل علي استخدامهما أفراد النخبة والمهتمين بالسياسة والشأن العام، وأن أسباب ذلك تتفاوت من موقع وتطبيق لآخر، ففي حين يغلب على استخدامهم لشبكة الفيس بوك طابع التواصل الاجتماعي ومتابعة الموضوعات العامة من خلال الأشخاص المؤثرين في صنعها وتشكيلها، فإن استخدامهم لتطبيقى الانستجرام والتيك توك يرجع إلى الرغبة في الترفيه والتسلية، ولتطبيق الواتس آب في التواصل السريع خاصة في الأمور التي تتعلق بالعمل. وأشار المشاركون إلى تزايد استخدام الشباب لتطبيق اليوتيوب لغرض الربح، وإلى وجود عدد محدود يستخدم تطبيق لينكدإن بغرض التشبيك المهني والبحث عن فرص عمل.

وأكد ممثلو شركات الدعاية والتسويق الرقمي على تفاوت استخدام هذه المواقع والتطبيقات حسب النوع الاجتماعي حيث تفضل الفتيات بصورة أكبر استخدام الانستجرام، ووفق العمر حيث يميل النشء والمراهقون أقل من 25 سنة إلى استخدام التيك توك مقابل الفيس بوك بالنسبة إلى الشرائح العمرية الأعلى. كذلك على اختلاف الوزن النسبي للمحافظات في استخدام هذه التطبيقات، ففي حين يسود استخدام الفيس بوك في كافة محافظات الجمهورية، فإن النسبة الأكبر من مستخدمي الانستجرام والتيك توك تتركز في القاهرة والإسكندرية والمدن الحضرية مقارنة بالريف. وحول أوقات استخدام هذه المواقع والتطبيقات، أشاروا إلى أنها تتفاوت حسب طبيعة اهتمام الشخص وتفضيلاته، ففي حين يتم استخدام الواتس آب طوال اليوم خاصة مع بداية اليوم بالنسبة للموظفين وأرباب العمل، فإن فترة الذروة في استخدام الفيس بوك تتمثل في الفترة من العاشرة صباحًا حتى الثانية ظهرًا، ومن الساعة السابعة حتى العاشرة أو العاشرة ونصف مساءً، وفي الساعة الأخيرة قبل الخلود إلى النوم في حالة التيك توك، مع تزايد مضطرد لغالبية هذه التطبيقات أثناء الاجازات الأسبوعية والعطلات الرسمية.

وأجمع المشاركون على تحول مواقع التواصل الاجتماعي لمصدر ثقة لدى غالبية الشباب مقارنة بأدوت الإعلام التقليدية، وعلى دور هذه المواقع في اتاحة الفرصة للموهوبين والنجوم غير المعروفين في الظهور والتعبير عن مهاراتهم خاصة على المنصات التليفزيونية والإعلامية المنتشرة عليها لافتين إلى تزايد انجرار المواطنين خلف الترند الذي تحول إلى صناعة متكاملة لها مدخلاتها ومخرجاتها والأشخاص المسئولين عنها، وأصبح أقرب إلى الحملة المنظمة.

وحول المؤثرين على مواقع وتطبيقات التوصل الاجتماعي، أوضح غالبية المشاركين أن السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة مشاهدتهم يعود إلى طرحهم لقضايا جديدة تتسم في حالات كثيرة بالجرأة وكسر الأنماط التقليدية خاصة في الأمور المتعلقة بالدين والشأن العام، وأن أسلوب هؤلاء المؤثرين يتطور من فترة زمنية لأخرى، بناء على نسب التفاعل ومعدلات المشاهدة. وحذر بعض الخبراء المشاركين في المنتدى من خطورة قصر النشء والشباب استخدامهم للانترنت على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، والتأثير السلبي لتزايد استخدامهم لمقاطع الفيديو السريعة (الريلز) على تطبيقات التيك توك والفيس بوك وانستجرام، والتي يتجاوز دورها التأثير اللحظي إلى تغيير الاتجاهات والسلوك وربما القيم على مدى زمني أطول،  وطالبوا بمزيد من التوعية بشأن كيفية الاستخدام الأمثل والآمن لهذه المواقع والتطبيقات في ظل تحولها لعالم افتراضي غير حقيقي، وفي ضوء ما ينتشر على غالبيتها من أخبار كاذبة ومعلومات غير موثوق منها.

 

لمشاهدة الفعالية على اليوتيوب